دكتور عمرو حسن الحسني يكتب: أمراض تستوجب الإفطار في نهار رمضان

 



بقلم دكتور / عمرو حسن الحسني 
أستاذ واستشاري طب المخ و الأعصاب كلية الطب القصر العيني جامعة القاهرة



 قرار الإفطار في نهار رمضان ينبغي أن يؤخذ من طبيب مسلم مشهود له بالكفاءة  حتى يكون على دراية بالأحكام الشرعية وأهمية الصيام، لذا نقدم لكم في هذا المقال قرار يوجب الإفطار أو الصيام لبعض الأمراض، فهناك أمراض تستوجب الإفطار في نهار رمضان



 جلطات المخ أو السكتات الدماغية


توجب جلطات المخ الإفطار،  كما يأثم المريض إذا صام لأنه يعرض نفسه للخطر وذلك بسبب الخوف من الجفاف الذي قد يتعرض له المريض نتيجة نقص السوائل مما قد يؤدي إلى حدوث جلطات أخرى بالمخ.


ولكن بعد مرور ستة أشهر على الجلطة يمكن للمريض الصيام بشروط:


  • تناول كميات كافية من السوائل من 2-3 لترات خلال فترة الإفطار

  • تجنب التعرض للحر أثناء الصيام ويفضل البقاء في غرفة مكيفة مع الامتناع عن بذل أي مجهود خلال فترة الصيام

  • الإفطار فورًا إذا شعر المريض بأي تعب خلال فترة الصيام




أمراض تستوجب الإفطار بسبب الحاجة إلى تناول الدواء بانتظام


  • مرض الوهن العضلي (Myasthenia Gravis): يتطلب تناول الدواء على فترات متقاربة لذا يجب الإفطار.


  • مرض الشلل الرعاش إذا كانت الأعراض شديدة يجب الإفطار أما إذا كانت الأعراض بسيطة فيمكن الصيام مع تناول أدوية ممتدة المفعول قبل الفجر مع تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على البروتينات بالنسبة للمرضى الذين يتناولون عقاقير مثل "سينميت" أو "ستاليفو" (L-dopa عمومًا).


  • مرض الصرع أو اضطراب كهرباء المخ إذا كانت نوبات التشنج متكررة وكان المريض يتناول الأدوية ثلاث مرات يوميًا فيمكنه الإفطار ولكن من الأفضل الصيام  خاصة أن معظم الأدوية الحديثة تؤخذ مرة واحدة أو مرتين يوميًا مما يسمح للمريض بتناول العلاج عند الإفطار والسحور والصيام بشكل طبيعي.



 أمراض يكون الإفطار فيها حسب قدرة المريض


أولا: مرضى الصداع النصفي


إذا كانت نوبات الصداع تزداد مع الصيام أو الجوع أو الحر فقد تحدث نوبات صداع شديدة مصحوبة بغثيان وقيء مما يجبر المريض على الإفطار، وفي هذه الحالة يجب تكثيف العلاج الوقائي للصداع عن طريق الطبيب المعالج وتناوله قبل الفجر ويمكن استخدام الحقن المسكنة عند حدوث الصداع (علمًا بأن الحقن لا تفطر).


كما يُنصح بتجنب التعرض للحر قدر الإمكان واستخدام كمادات باردة أو مثلجة على الرأس كلما أمكن، وللأسف سوف ننصح بتجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على "التيرامين" (مثل الزبادي والفول)، لأنها تزيد من الصداع النصفي.


هناك حلول أخرى حديثة، فتوجد ثلاث أنواع حقن تؤخذ مرة كل شهر أو شهرين أو ثلاثة وهي تقي من الصداع النصفي مثل حقن البوتوكس و حقن العصب الموضعية و الحقن البيولوجية anti CGRP

حقن البوتوكس.



ثانيا: مرض التصلب المتعدد (Multiple Sclerosis - MS)


قد يؤثر الصيام على مرضى التصلب المتعدد ms  خاصة في الأجواء الحارة والتأثير السلبي يظهر على الحركة والتوازن والمشي والرؤية، يمكن للمريض الإفطار حسب القدرة والاستطاعة وبحسب تأثير الصيام عليه.


إذا قرر المريض الصيام فعليه تجنب الحر قدر الإمكان وأخذ دش بارد عدة مرات يوميًا لتجنب الإرهاق،

إذا كان يتناول حقن "الإنترفيرون" فمن الأفضل أخذها ليلًا قبل النوم أو حتى بعد الفجر حيث إنها لا تفطر أما إذا كان يتناول الأقراص فيمكنه تناولها بعد الإفطار.




 كيفية تنظيم مواعيد أدوية المخ والأعصاب مع الصيام


يجب استشارة الطبيب المعالج قبل تغيير مواعيد الأدوية، الأدوية التي تؤخذ صباحًا يمكن تناولها بعد الإفطار والأدوية المسائية بعد السحور ولا يشترط تغيير مواعيد الأدوية بالتدريج بل يمكن تعديلها مباشرة لتناسب الصيام.



يمكنك أن  تتجنب الإفطار غير الضروري وخاصة أن بعض الأشخاص يتسرعون في الإفطار أو يجبرون أبناءهم على الإفطار لمجرد أنهم يتناولون قرصًا أو قرصين يوميًا خوفًا من تغيير مواعيد الدواء،

هذا التصرف غير صحيح حيث يمكن بسهولة تعديل مواعيد الأدوية لتناسب الصيام بشرط استشارة الطبيب المسلم الموثوق.



 ماذا لو أصرّ المريض على الصيام رغم النصيحة الطبية؟


قد يرغب بعض مرضى المخ والأعصاب في صيام رمضان بل ويصر على ذلك برغم خطورة ذلك أو برغم أن الطبيب يقرر له وجوب الإفطار حيث أن الحكم الشرعي في هذه الحالة أصبح بيد الطبيب المسلم المتخصص وبرغم أن الله يحب أن تؤتى رخصه لكن هناك شريحة من المرضى يرغبون بشدة في صيام الشهر الفضيل، في هذه الحالة يمكن اللجوء إلى بعض الوسائل المساعدة مثل:


  • استخدام الحقن بدلًا من الأقراص مثل حقن "النيوستجمين" بدلًا من الأقراص لمرضى الوهن العضلي.


  • تناول أقراص ممتدة المفعول (CR أو XR) مثل بعض أدوية الأمراض النفسية، واضطراب كهرباء المخ، والصرع، والشلل الرعاش.


  • استبدال الأدوية التي تسبب جفاف الفم: مثل "التربتيزول" وكل أدوية "TCA" وكذلك الأدوية المضادة للكولين (Anticholinergic drugs) المستخدمة في علاج الشلل الرعاش أو مشاكل السلس البولي ببدائل أقل تأثيرًا على جفاف الفم.


وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وأعانكم على الصيام والقيام.



تعرف أكثر على الطبيب 

دكتور / عمرو حسن الحسني 

الحسني أستاذ واستشاري طب المخ و الأعصاب كلية الطب القصر العيني جامعة القاهرة، زميل المجلس الأوروبي لطب المخ و الأعصاب.


للذهاب إلى موقع الدكتور عمرو حسن الحسني:  اضغط هنا 

قناة حكيم أعصاب : اضغط هنا   




أحدث أقدم

نموذج الاتصال