بقلم الشاعر / علي العكيدي
قصيدة عن اللغة العربية
لا تسألِ البحرَ عن عمقٍ وأبعادِ
وتسألِ النَّجمَ عن سِفْرٍ وميلادِ
خطُّ الوجودِ قريبٌ من مداركِنا
وفي الطُّموحِ بعيدٌ دونَ آمادِ
ولي كلامٌ لها من قلبِ رِفعتها
لا يومَ يكفي لمن هلَّتْ بأعيادِ
إنَّ التَّفرّدَ غطّاها وعانقَها
مذْ زغردتْ لغتي العصماءُ بالضَّادِ
تمشي بروعتها بينَ اللُّغاتِ ولا
تحتاجُ في مدخلِ المعنى لإسنادِ
للدّارسينَ لها أزهارُ قافيتي
كم قرّبوها لنا من بعدِ إجهادِ!
شكرًا لهمَّتهِم في كلِّ ما بذلوا
إذْ إوصلوا لي المنى من إرثِ أجدادي.
قصيدة/ أنا العراق
أنا العراقُ الّذي لم ينتكسْ أبدا
ولم يناشدْ بهبّاتِ العدى أحدا
أبَحتُ للرّيحِ أسراري فما اقتربتْ
من الضِّفافِ ولمْ تلمسْ بها وتدا
وكلَّما شِختُ في المشوارِ من تعبٍ
أعادني المجدُ في ساحاتهِ ولَدا
هل تقدرونَ على الزَّاهي بطيبتهِ؟
على المرابضِ في غاباتِها أسدا؟
أمْ تقدرونَ على الباقي بهِمَّتِهِ
لم يحسبِ الدّهر، من تكرارها، أمدا؟!
ما أكرمَ النَّجمَ في تحديدِ وجهتهِ
يبقى عزيزًا إذا من فوقِكمْ صعدا!
يبقى ينافسكمْ في كلِّ ملحمةٍ
لن تغلبوهُ، وربِّ المنتهى، أبدا!
قصيدة/ مبعوثة القمر
ماذا سأهديكِ يا مبعوثةَ القمرِ؟
وأنتِ قادمةٌ بالشَّذْرِ والدُّرَرِ
وكيفَ أنجحُ في إهداءِ مملكةٍ
من الجمالِ، عصافيرًا على الشَّجرِ؟!
خذي التَّفاصيلَ، لم أذكرْ مبالغةً،
ألَنْتِ قلبًا بناهُ العمرُ من حجرِ
رسمتِ وجهَ القوافي، وهو مبتسمٌ،
لم تتركي لظلالِ الحزنِ من أثرِ
وجئتِ حاملةً بذراتِ نهضتهِ
شعري الّذي أدهشَ الحسّادَ بالثَّمَرِ
ماذا سأهديكِ؟ والنّبضاتُ تهمسُ لي
هذا السُّؤالَ رفيقَ الرُّوح في السّحرِ
أنا مدينٌ بشعري فاقبليهِ إذنْ
كوني مليكتَهُ يا أجملَ البشرِ!
قصيدة / تخلى عن سياسته
تخلّى عن سياستِهِ يَراعي
ليكتبَ في مدوَّنتي الدَّواعي
فما نفْعُ التَّظاهرِ بالتَّغاضي
عنِ الأخطاءِ أو لبسِ القناعِ؟
وما نفْعُ البكاءِ على الأماني
ودائرةُ الخسائرِ باتساعِ؟!
سنركضُ نحو مائدةِ البغايا
ونغفلُ عن معاناةِ الجياع ِ
وتنهشُنا الكلابُ بكلِّ درب ٍ
وتلدغُنا العقاربُ والأفاعي
سنحترفُ البلاهةَ بامتيازٍ
ونمتهنُ التَّعاملَ بالخداعِ
ويغمرُنا الغباءُ بلا حياءٍ
ونفرحُ بالذَّكاء الاِصطناعي
بقلم الشاعر العراقي/ علي العكيدي
اقرأ في اليقظة: قصيدة مناجاة