الحمد لله الذي ينصر عباده الصادقين ويكشف الغمة عن المظلومين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. تمر حياة الإنسان بمواقف ابتلاء واختبار، تظهر فيها معادن الرجال وتُكشف فيها نوايا القلوب. وفي هذه القصة الواقعية التي تخص الشيخ وليد إسماعيل نعيش تفاصيل رحلة البراءة التي حصل عليها أحد المشايخ بعد اتهامات باطلة ومحاكمات طويلة، لنقف على دروس عظيمة في الصبر، الثبات، وشكر الله على نعمه.
قائمة المحتويات
براءة الشيخ وليد إسماعيل: فرحة بعد معاناة
بعد فترة مليئة بالقلق والاختبارات الصعبة، جاء حكم القضاء المصري ببراءة الشيخ وليد إسماعيل من التهم المنسوبة إليه. هذه اللحظة لم تكن مجرد حكم قانوني، بل كانت بشارة من الله تعالى بصدق المنهج وصحة الطريق. لقد كانت البراءة بمثابة رفع للظلم وكشف للحق أمام الجميع، وخرج الشيخ ليحمد الله ويكبر تكبيرات النصر، مؤكداً أن النصر من عند الله وحده.
دعم الناس ودور الدعاء
من أبرز المواقف التي ظهرت خلال فترة المحنة هي وقوف الناس بجانب الشيخ، سواء من الجمهور، أو المحامين، أو الأهل. الدعوات التي لم تنقطع كانت سبباً في تقوية عزيمته. لقد جسّد هذا الدعم الشعبي حقيقة أن الدعوة إلى الله لا يقوم بها شخص بمفرده، بل تحتاج إلى أمة متعاونة، يساند بعضها بعضاً في أوقات الشدة.
ابتلاء المحاكمات ودروس الصبر
مرّ الشيخ وليد إسماعيل بمحاكمتين، الأولى انتهت بحكم قاسٍ، والثانية كانت أكثر عدلاً. هذه التجربة أبرزت أن المحاكم لا تحكم بناءً على المذاهب أو الانتماءات، بل وفق القوانين والإجراءات. وهنا نتعلم أن الصبر على البلاء وعدم اليأس من رحمة الله هو سرّ الفرج. فكما قال الله تعالى: “إن مع العسر يسرا”.
“قد يهمك: حدود العقل البشري”
استكمال مشروع الاستوديو الدعوي: فرحة مضاعفة

لم تقتصر الفرحة على البراءة فقط، بل كانت هناك فرحة أخرى باستكمال مشروع الاستوديو الجديد المخصص لدعوة الشيعة للحق، الذي كان قد توقف بسبب القضية. وهكذا اجتمعت فرحتان: فرحة رفع الظلم، وفرحة عودة النشاط الدعوي بقوة. وهذا درس عملي في أن المؤمن لا يتوقف عن العمل حتى في أصعب الظروف.
رسالة الشيخ وليد إسماعيل إلى المختلفين معه
أكد الشيخ أنه لا يحمل ضغينة شخصية تجاه أحد، حتى أولئك الذين خالفوه أو شمتوا به. بل دعا لهم بالهداية وبيّن أن الهدف الأساسي من دعوته هو التمسك بالقرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
كما رفض الاتهامات بأنه مدعوم من جهات خارجية، مشدداً أن الدفاع عن الصحابة وأمهات المؤمنين ووحدة الأمة لا يحتاج إلى دعم سوى من الله تعالى.
“قد يهمك: التصدي للأفكار المضللة: كيف نحمي أنفسنا من التأثيرات السلبية على الوعي”
أهمية الأسلوب في الدعوة
اعترف الشيخ أن أسلوبه في الحوار قد لا يعجب البعض، وأن بعض الناس يرونه قاسياً أو منفراً. لكنه أوضح أن الأسلوب الحاد يكون غالباً مع من يريد فرض باطل أو يتهجم بلا دليل، بينما من يطلب الحق يجد منه اللين والرحمة. وهذا يفتح لنا باب التأمل في أن الأسلوب الدعوي يجب أن يتناسب مع المتلقي، دون التفريط في الحق أو مجاملة الباطل.
“اطلع على: بئر جمكران: خرافة الغيبة وأداة الاستغلال السياسي في إيران”
دروس مستفادة من قصة براءة الشيخ وليد إسماعيل
- الثبات على المبدأ: مهما اشتدت الضغوط، يبقى الحق واضحاً.
- الدعاء سلاح المؤمن: فقد كان لدعوات الناس أثر كبير في البراءة.
- العمل لا يتوقف: حتى في الأزمات، يجب التفكير في المستقبل واستكمال المشاريع النافعة.
- العدل أساس الحكم: فالقضاء العادل يظهر الحق ولو بعد حين.
- النية الصافية: الدعوة يجب أن تكون لله وحده، لا بحثاً عن شهرة أو مصالح.
“قد يهمك: الفتوحات الإسلامية في عهد الدولة الأموية“
إن قصة براءة الشيخ ليست مجرد حدث قانوني، بل هي ملحمة من الصبر والثبات والإيمان بقدرة الله على نصر عباده. هي رسالة لكل مسلم أن الابتلاءات مهما طالت فهي زائلة، وأن الفرج قريب لمن تمسك بالقرآن والسنة وصبر واحتسب. نسأل الله أن يثبت الدعاة على الحق، وأن يجعل أعمالهم خالصة لوجهه الكريم، وأن يلهمنا جميعاً الصبر واليقين عند الابتلاء.

يعد كمال علي كاتبًا متخصصًا في الشؤون الإسلامية، حيث يقدم محتوى مميزًا يجمع بين الأسلوب السهل والطرح العميق. يكتب عن العقيدة، الفقه، السيرة النبوية، والتربية الإسلامية، مع الحرص على تبسيط المفاهيم الدينية لتكون في متناول الجميع.
يحرص كمال على أن تكون مقالاته مصدرًا للوعي الديني الصحيح، بعيدًا عن التعقيد أو الغموض، مع التركيز على إبراز سماحة الإسلام ووسطيته. كما يربط بين التعاليم الإسلامية والحياة اليومية ليجعل القارئ أكثر قدرة على تطبيق القيم الدينية في واقعه المعاصر.
إلى جانب ذلك، يولي اهتمامًا بمواضيع الشباب والأسرة والتحديات التي يواجهها المسلم المعاصر، مما يجعل كتاباته شاملة ومؤثرة.