الرد على عبد الله الشريف وتفسيره الخاطئ للآية الكريمة

الرد على عبد الله الشريف لتفسيره الخاطئ للآية الكريمة وتلميعه للشيعة، مع كشف حقيقة موقفهم من الإسلام وواقع اضطهاد أهل السنة في إيران

الرد على عبد الله الشريف

في الآونة الأخيرة أثار اليوتيوبر الشهير عبد الله الشريف جدلًا واسعًا عندما قام بتفسير إحدى آيات القرآن الكريم بطريقة اعتبرها كثير من العلماء والباحثين تفسيرًا خاطئًا يفتقد إلى الدقة الشرعية والمنهج العلمي في فهم النصوص. فقد تناول الآية الكريمة: {وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ}، وربطها بالفرس والإيرانيين، وأشار إلى أنّهم القوم الذين سيستبدل الله بهم العرب. هذا التفسير أثار ردود فعل غاضبة، نظرًا لأنه يخالف ما هو ثابت في التفسير المأثور عن الصحابة والتابعين.

في هذا المقال سنقدم الرد على عبد الله الشريف، موضحين الأخطاء التي وقع فيها، وبيان حقيقة موقف الشيعة عبر التاريخ من الإسلام والمسلمين، مع تسليط الضوء على واقع أهل السنة في إيران، حتى تتضح الصورة كاملة بعيدًا عن التضليل أو التبرير.


حقيقة تفسير الآية الكريمة

الآية الكريمة التي استشهد بها عبد الله الشريف هي قول الله تعالى: {وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: 38].

المعروف في كتب التفسير أن هذه الآية جاءت تحذيرًا للمؤمنين من التولي عن نصرة دين الله، وأن الله سبحانه قادر على أن يأتي بأقوام آخرين أكثر تمسكًا بالدين وأكثر نصرة للحق. وقد وردت عدة آثار صحيحة في هذا الباب، منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، حيث أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى سلمان الفارسي وقال: “هذا وذووه”، إشارة إلى أن الفرس سيكون لهم نصيب في نصرة الإسلام.

لكن هذا لا يعني بحال أن الآية مقصورة على قوم بعينهم أو أنها تخص الشيعة أو الإيرانيين كما حاول عبد الله الشريف أن يُوهم متابعيه، بل إن الآية عامة في معناها، تشمل أي قوم يقومون بنصرة الدين إذا قصر فيه غيرهم.


خطأ التفسير قبل سؤال أهل العلم

من أعظم الأخطاء التي وقع فيها عبد الله الشريف أنه خرج على الناس بمقطع مرئي يفسر فيه آية عظيمة من كتاب الله دون الرجوع إلى العلماء أو سؤال أهل الذكر كما أمر الله تعالى في قوله: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].

العلماء أجمعوا على أن المسلم إذا أشكل عليه أمر من أمور الدين، فعليه أن يسأل أهل العلم قبل أن يتكلم، لا أن يتصدر للفتوى ثم يقول بعد ذلك: “كنت أسأل”! وهذا من التناقض الذي لا يقبله العقل ولا الشرع، إذ كيف يُعرض كلام الله على ملايين الناس في مقطع فيديو ثم يُقال بعد ذلك إنه كان مجرد سؤال؟


خطر تلميع الشيعة بحجة الدفاع عن الإسلام

أخطر ما في كلام عبد الله الشريف أنه ظهر وكأنه يلمع صورة الشيعة ويصورهم على أنهم حماة الإسلام والمدافعون عن المستضعفين. والحقيقة أن التاريخ والواقع يشهدان بعكس ذلك تمامًا. فالشيعة على مر العصور كانوا سببًا في إضعاف المسلمين، وكانوا شوكة في خاصرة الأمة، وتحالفاتهم مع أعداء الإسلام مشهورة. يكفي أن نعلم أن كثيرًا من الروايات في كتبهم تبيح دماء وأموال أهل السنة، وتعتبر السني “ناصبيًا” حلال الدم والمال.


روايات الشيعة في استباحة دماء وأموال أهل السنة

من كتب الشيعة أنفسهم نجد نصوصًا صريحة تدل على عقيدتهم في استباحة دماء وأموال أهل السنة، ومن ذلك:

  • ما رواه ابن بابويه القمي في علل الشرائع عن داوود بن فرقد أنه سأل أبا عبد الله عن حكم قتل الناصبي (السني)، فقال: “حلال الدم ولكن أتقي عليك…” إلخ.
  • وفي تهذيب الأحكام والوافي روايات تنص على أن مال الناصبي يؤخذ ويُدفع خمسه للأئمة.
  • ووصف البحراني هذه الأخبار بأنها “مستفيضة” أي في أعلى درجات الصحة عندهم.

فكيف بعد كل هذا يأتي من يلمع صورتهم بحجة أنهم يدافعون عن الإسلام؟!


موقف الخميني وقادة الثورة الإيرانية

الخميني في كتابه تحرير الوسيلة نص على أن أموال النواصب (أهل السنة) مباحة، بل ألحقهم بأهل الحرب في أحكام الغنائم والخمس. وكذلك أكد البحراني في الحدائق الناضرة هذا المعنى، مستدلًا بكثرة الروايات التي تجعل دماء وأموال أهل السنة مباحة. إذن نحن أمام فكر مؤصل في كتبهم، وليس مجرد اجتهادات فردية، مما يوضح أن حديث عبد الله الشريف عنهم بوصفهم المدافعين عن بيضة الإسلام ليس إلا قلبًا للحقائق.

“قد يهمك: تصحيح تاريخ الصحابة الكرام


واقع أهل السنة في إيران

من أراد أن يعرف حقيقة الشيعة اليوم فلينظر إلى واقع أهل السنة في إيران. فبرغم أن عددهم يتراوح بين 25 إلى 30 مليون نسمة، إلا أنهم يتعرضون لأبشع أنواع التمييز والاضطهاد، ومن ذلك:

  1. منع بناء المساجد: لم يُسمح لأهل السنة ببناء مسجد واحد في العاصمة طهران، بل هُدم مسجد “نبي الرحمة” عام 2015، ليبقى أكثر من مليون مسلم سني بلا مسجد.
  2. التضييق على العلماء: يمنع أئمة السنة من إلقاء الخطب بحرية، بل تُفرض عليهم الرقابة المشددة.
  3. الاعتقالات والإعدامات: يُتهم كثير من دعاة السنة بالوهابية ويُنفذ بحقهم حكم الإعدام.
  4. تشويه عقائد أهل السنة: تُسخر وسائل الإعلام للنيل من الصحابة الكرام وتعليم الأجيال عقائد شيعية.
  5. التمييز في التعليم: تُفرض المناهج الشيعية، ويُمنع تدريس المذاهب السنية.
  6. الحرمان الاقتصادي: تُصادر ممتلكاتهم وتُهمل مناطقهم تنمويًا.
  7. الاضطهاد الثقافي والاجتماعي: يُمنع نشر مطبوعاتهم، ويُحظر عليهم استخدام أسمائهم ذات الطابع العربي أو السني.

فهل هؤلاء الذين يمنعون أهل السنة من أبسط حقوقهم يمكن أن يكونوا هم القوم الذين استبدل الله بهم المسلمين؟!

“قد يهمك: دراسة تحليلية لصحة أحاديث المهدي


الرد على من ينتقد الردود

عبد الله الشريف والشيعة في إيران
عبد الله الشريف والشيعة في إيران

البعض قال: “لماذا تردون على عبد الله الشريف؟” والجواب: لأن الدين ليس مباحًا لكل أحد يفسره حسب هواه، بل يجب الرد على أي خطأ يقع فيه من يتصدر للكلام عن القرآن والسنة، حتى لا يلتبس الحق بالباطل على عامة المسلمين. علماؤنا علمونا أن كل إنسان يؤخذ من قوله ويُرد عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. والواجب أن يكون الولاء للحق، لا للأشخاص أو للأهواء.

“قد يهمك: تاريخ الدول والخلافات الإسلامية الكبرى


الدروس المستفادة

من هذه الحادثة يمكن أن نستخلص عدة دروس مهمة:

  1. خطورة التسرع في تفسير القرآن بغير علم.
  2. ضرورة الرجوع إلى أهل العلم قبل نشر أي محتوى ديني.
  3. عدم الانخداع بالشعارات التي ترفعها بعض الطوائف.
  4. وجوب نصرة أهل السنة في كل مكان، وخاصة في إيران حيث يعانون التمييز.
  5. أن الولاء يجب أن يكون للحق وحده، وليس لشخص أو جماعة.
 من المعروف أن عبد الله الشريف هو إخواني، وهناك للأسف الشديد تعاون بين الإخوان والروافض الشيعة، على الرغم من تدمير إيران للعديد من الدول العربية وتسببها بشكل مباشر وغير مباشر في قتل الكثير من العرب والمسلمين. 

الرد على عبد الله الشريف: خاتمة المقال

إن الرد على عبد الله الشريف واجب شرعي، لأنه لم يكتفِ بخطأ في التفسير، بل جعل هذا الخطأ وسيلة لتلميع طائفة عرف عنها عداؤها لأهل السنة عبر التاريخ. الواجب على المسلمين أن يتحروا الحقائق من مصادرها، وأن يسألوا أهل العلم قبل أن يخوضوا في كتاب الله. كما يجب أن ننتبه إلى حقيقة ممارسات الشيعة في إيران، لندرك أن نصرتهم ليست نصرة للإسلام، وإنما هي مصالح سياسية.

نسأل الله أن يهدينا للحق، وأن يحفظ الأمة الإسلامية من الفتن، وأن يجعلنا من أنصار دينه الصادقين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top