في عالم يتسارع فيه الاعتماد على التكنولوجيا، أصبحت الأتمتة ركيزة أساسية لزيادة الكفاءة وتوفير الوقت والجهد، سواء على المستوى الشخصي أو المهني. لطالما كانت هناك أدوات قوية للأتمتة مثل “8AN Automation”، والتي توفر إمكانيات هائلة لربط الأنظمة واستخراج البيانات وإنشاء برامج آلية (autobots). ومع ذلك، تتطلب هذه الأدوات عادةً مستوى معينًا من الخبرة التقنية لفهم كيفية ربط الوكالات بالمنصات المختلفة وتكوين سير العمل. هنا يأتي دور جوجل لقلب الموازين وتقديم بديل ثوري يغير قواعد اللعبة: “أوبال من جوجل”.
قائمة المحتويات
إن “أوبال” ليس مجرد أداة أتمتة أخرى، بل هو نقلة نوعية تعتمد على قوة الذكاء الاصطناعي التخاطبي. تخيل أنك تستطيع أن تطلب من الذكاء الاصطناعي أداء مهام معقدة بمجرد التحدث إليه بلغتك الطبيعية، ليقوم هو ببناء سير العمل وتحقيق المطلوب دون الحاجة إلى أي معرفة برمجية مسبقة. هذا ما يعد به “أوبال من جوجل”: تجربة أتمتة لا مثيل لها، سهلة الاستخدام، وفعالة بشكل لا يصدق.
في هذا المقال الشامل، سنتعمق في استكشاف “أوبال من جوجل”، وكيف يعمل، وما هي إمكانياته التي تجعله منافسًا قويًا لأدوات الأتمتة التقليدية، وكيف يمكنك البدء في استكشاف هذه التقنية المذهلة.
ما هو أوبال من جوجل؟
أوبال من جوجل هو برنامج أتمتة يعتمد على الذكاء الاصطناعي، يهدف إلى تبسيط وتسهيل عملية أتمتة المهام اليومية والمعقدة. بينما تعتمد أدوات الأتمتة التقليدية على واجهات معقدة أو يتطلب استخدامها بعض الخبرة في البرمجة أو تكوين الروابط بين التطبيقات، يأخذ أوبال نهجًا مختلفًا تمامًا.
- يتيح لك تحديد ما تريد أتمتته باستخدام اللغة الطبيعية.
- يعتمد على تقنيات معالجة اللغة الطبيعية (NLP) والتعلم الآلي لفهم نوايا المستخدمين.
- يقوم ببناء “تطبيقات مصغرة” أو “سير عمل” بشكل تلقائي.
هذه التطبيقات يمكن أن تتراوح من مهام بسيطة مثل إنشاء قوائم تشغيل موسيقية، إلى مهام أكثر تعقيدًا مثل إنشاء محتوى لمدونة، أو حتى معالجة الصور والفيديوهات. الهدف الرئيسي لأوبال هو ديمقراطية الأتمتة، بحيث تصبح في متناول أي شخص، بغض النظر عن خلفيته التقنية.
أوبال مقابل أدوات الأتمتة التقليدية
أدوات مثل 8AN Automation
خذ على سبيل المثال “8AN Automation” المذكور في النص الأصلي. إنه برنامج مفتوح المصدر يمكنك تثبيته على استضافة خاصة بك أو على جهازك المحلي. يتيح لك أتمتة أي شيء تريده من خلال وكلاء الذكاء الاصطناعي الخاصين بك. ولكن، كما ذكر النص، يتطلب 8AN بعض الخبرة في كيفية ربط وكالتك بالمنصات لاستخراج البيانات وإنشاء برنامج آلي (autobot) وغير ذلك. هذا يعني أن هناك منحنى تعليمي حاد نسبيًا، وقد يحتاج المستخدمون إلى فهم مفاهيم تقنية معينة لإنشاء سير عمل فعال.
أوبال كبديل أبسط
على النقيض تمامًا، أوبال من جوجل يلغي هذه الحاجة للخبرة التقنية.
- لا تحتاج للتعامل مع APIs أو أكواد برمجية معقدة.
- يكفي التعبير عن رغبتك بلغة طبيعية.
- يقوم الذكاء الاصطناعي بإنشاء سير العمل المناسب تلقائيًا.
إذا كنت تريد إنشاء تطبيق يقوم بعمل فيديوهات من نص وصورة، فما عليك سوى وصف هذا الأمر لأوبال. سيتولى الذكاء الاصطناعي فهم طلبك وبناء سير العمل المناسب الذي يربط بين المكونات المختلفة بشكل تلقائي. هذه البساطة هي ما يميز أوبال ويجعله “ثورة” في عالم الأتمتة، حيث ينقل التركيز من “كيفية البناء” إلى “ماذا أريد أن أبني”.
كيفية الوصول إلى أوبال واستخدامه
حاليًا، أوبال من جوجل متاح في تجارب محدودة وقد لا يكون متاحًا بشكل مباشر في جميع البلدان، خاصة الدول العربية.

في التالي خطوات الاستخدام:
- استخدام VPN: بما أن أوبال قد لا يكون متاحًا في الدول العربية، ستحتاج إلى تثبيت VPN. يمكنك استخدام أي برنامج VPN يتيح لك الاتصال بخوادم في الولايات المتحدة الأمريكية أو أي دولة ضمن الاتحاد الأوروبي.
- الاتصال بالـ VPN: بعد تثبيت الـ VPN، قم بتشغيله واختر الاتصال بخادم في الولايات المتحدة الأمريكية.
- الوصول إلى أوبال: بمجرد تأكيد اتصال الـ VPN، يمكنك محاولة الدخول إلى موقع أوبال. إذا حاولت الدخول بدونه، لن يتم فتح الموقع على الأرجح.
- تسجيل الدخول باستخدام حساب جوجل: بعد فتح الموقع، يمكنك تسجيل الدخول باستخدام أي حساب جوجل عادي لديك.
- الموافقة على الشروط: عند تسجيل الدخول، سيطلب منك الموافقة على بعض الشروط. هذا أمر طبيعي لأن أوبال قد يحتاج إلى الوصول إلى خدمات جوجل الأخرى، مثل جوجل درايف، لحفظ الملفات أو استدعائها ضمن مهام الأتمتة.
الواجهة الرئيسية
- واجهة سهلة وبسيطة تشجعك على بناء تطبيقاتك المصغرة باستخدام لغتك الطبيعية.
- نماذج لتطبيقات مصغرة جاهزة يمكنك استكشافها أو استخدامها كنقطة بداية، مثل:
- إنشاء لعبة.
- الحصول على اقتراحات كتب.
- إنشاء مدونة أو منشورات.
- توليد قوائم تشغيل.
- صانع فيديوهات تسويقية.
تطبيقات عملية وأمثلة على أوبال
هذه التطبيقات هي التالي:

إنشاء مقاطع الفيديو باستخدام أوبال
لنتخيل أنك تريد إنشاء تطبيق يقوم بتوليد مقاطع فيديو من نص (prompt).
- وصف المهمة: تخبر أوبال: “أريد تطبيقًا ينشئ لي فيديوهات من نموذج (برومبت)، ثم يقوم بتحميل الفيديو الخاص بي، وبعد ذلك يعرض الفيديو الذي أنشأه.”
- بناء سير العمل: سيقوم أوبال تلقائيًا ببناء سير العمل الذي يتضمن خطوات مثل طلب النص، استخدام محرك توليد الفيديو (مثل View 3)، ثم عرض الفيديو الناتج.
- التشغيل والتجربة: بعد بناء التطبيق، يمكنك النقر على “Start”، ثم إدخال النص الذي ترغب في تحويله إلى فيديو.
- النتائج: سيقوم أوبال بمعالجة النص وتوليد الفيديو في لحظات، مع عرض شريط تقدم يوضح المرحلة الحالية. بمجرد الانتهاء، يمكنك مشاهدة الفيديو أو تنزيله.
معالجة الصور ودمجها باستخدام أوبال
مثال آخر يوضح قوة أوبال في معالجة الصور.
- وصف المهمة: تطلب من أوبال: “أريد تطبيقًا يعتمد على نانو بانانا لدمج صورتين”.
- تلقي المساعدة: قد يقترح عليك أوبال تعديل النص (البرومبت) ليكون أكثر دقة. يمكنك الاستعانة بـ ChatGPT لصياغة البرومبت المثالي.
- بناء سير العمل: يطلب منك تحميل الصورة الأولى ثم الثانية، يرسلها إلى خدمة “نانو بانانا” لدمجهما، ثم يعرض الصورة المدمجة.
- التشغيل والتعديل: يمكنك تعديل البرومبت لاحقًا لإضافة أوامر جديدة مثل تغيير الخلفية.
- مشاركة التطبيقات: يمكنك جعل تطبيقك عامًا (Public) ليتمكن أي شخص لديه الرابط من استخدامه.
قوة اللغة الطبيعية في الأتمتة
يكمن جوهر قوة “أوبال من جوجل” في اعتماده على اللغة الطبيعية كواجهة أساسية للتفاعل.
- لم تعد الأتمتة مقتصرة على المطورين والتقنيين.
- يمكن للفنانين والكتاب والمسوقين وحتى المستخدمين العاديين إنشاء أدوات مخصصة لتلبية احتياجاتهم.
- تسهل اللغة الطبيعية عملية تكرار وتحسين سير العمل.
يمكن للمستخدم تعديل وصفه للمهمة ليقوم أوبال بتحديث سير العمل تلقائيًا، مما يقلل من الوقت المستغرق مقارنة بالطرق التقليدية.
“تعرف على: Mastering Google Ads“
إمكانيات أوبال ومستقبله
ما نراه اليوم من “أوبال من جوجل” هو مجرد لمحة عن إمكانياته الهائلة.
- إذا استمرت جوجل في تطويره، قد يتفوق على أدوات مثل IFTTT و Zapier.
- قد يصبح “مساعدًا شخصيًا فائقًا” قادرًا على:
- إدارة البريد الإلكتروني.
- تنظيم التقويم.
- إنشاء التقارير وتحليل البيانات.
- التفاعل مع الأجهزة الذكية في المنزل.
هذا التطور قد يعيد تعريف مفهوم الإنتاجية ويوفر وقتًا ثمينًا للمستخدمين.
“قد يهمك: Keyword Research in Google Ads“
نصائح للاستفادة القصوى من أوبال
- كن واضحًا ومحددًا في وصفك.
- استفد من النماذج الجاهزة المتاحة في الواجهة الرئيسية.
- لا تخف من التجربة حتى مع المهام البسيطة.
- استخدم أدوات مساعدة مثل ChatGPT لصياغة البرومبت بشكل أفضل.
- تابع التحديثات باستمرار لأن أوبال في تطور مستمر.
- شارك تطبيقاتك مع الآخرين للحصول على ملاحظات وتحسينها.
“قد يهمك: ربط ووردبريس مع جوجل اناليتيكس“
القيود وتجاوز التحديات
على الرغم من الإمكانيات الواعدة، لا يزال “أوبال من جوجل” في مراحل تطويره المبكرة.
في التالي أبرز القيود:
- التوفر الجغرافي: قد لا يكون متاحًا في كل المناطق، مما يتطلب VPN.
- فهم اللغة الطبيعية: قد يخطئ في الأوامر الغامضة أو المعقدة.
- مشاكل تقنية صغيرة: مثل أخطاء في التشغيل أو توقف بعض الأزرار.
- الاعتماد على خدمات خارجية: مثل View 3 أو Nano Banana.
فيما يخص كيفية تجاوز التحديات:
- التحلي بالصبر والمرونة.
- تحسين صياغة البرومبت باستمرار.
- مشاركة الخبرات داخل المجتمعات التقنية.
- الإبلاغ عن الأخطاء لتحسين الأداة.
“قد يهمك: نانو بنانا من جوجل”
خاتمة المقال
يمثل “أوبال من جوجل” نقطة تحول حقيقية في عالم الأتمتة والذكاء الاصطناعي. بفضل قدرته على تحويل الأوامر باللغة الطبيعية إلى سير عمل فعال، فهو لا يقلل من التعقيدات التقنية فحسب، بل يفتح الأبواب أمام جمهور أوسع لاستغلال قوة الأتمتة. سواء كنت ترغب في إنشاء مقاطع فيديو، معالجة صور، أو أتمتة أي مهمة أخرى، فإن أوبال يقدم لك طريقة بسيطة وفعالة لتحقيق ذلك دون الحاجة إلى خبرة برمجية.
مع استمراره في التطور، يمتلك “أوبال من جوجل” القدرة على أن يصبح أداة لا غنى عنها في حياتنا الرقمية، مما يوفر الوقت والجهد ويعزز الإبداع. إنها دعوة لاستكشاف مستقبل الأتمتة حيث يصبح التحدث إلى الآلات أقرب ما يكون إلى التحدث إلى مساعد بشري يفهم طلباتك وينفذها بدقة.

David Elon is a writer focused on Google services and tools, offering practical guides and tutorials on how to maximize the potential of platforms like Google Ads, Google Analytics, Google Drive, and Google Workspace.
Through his content, David helps readers—from beginners to professionals—understand how to use Google’s ecosystem efficiently for both personal productivity and business growth. He covers tips, best practices, and case studies that make the most out of Google’s features.
David’s approach combines technical know-how with easy-to-follow instructions, making his work a trusted resource for entrepreneurs, marketers, and students alike. His passion lies in enabling users to harness the full power of Google’s tools to achieve their goals.