عندما يتعلق الأمر بالتغذية والصحة، يبقى السؤال الشائع: أي البروتين أفضل، النباتي أم الحيواني؟ في هذا المقال، سنستعرض الفرق بين النوعين من البروتينات، وسنوضح تأثير كل منهما على جسم الإنسان وفق أحدث الدراسات الطبية والعلمية الموثوقة. الهدف هو تزويدك بمعلومات دقيقة تساعدك على اتخاذ خيارات صحية مستنيرة.
قائمة المحتويات
ما هو البروتين النباتي والبروتين الحيواني؟
قبل المقارنة، من المهم فهم الفرق الأساسي بين البروتين النباتي والحيواني:
البروتين النباتي
البروتين النباتي يأتي في “باكج” متكامل يشمل أليافًا مهمة لصحة الجهاز الهضمي والمايكروبيوم، ويحتوي على مضادات الأكسدة، الفيتامينات، المعادن، والمواد النباتية العلاجية أو Phyto-chemicals. نجد البروتين النباتي في البقوليات، المكسرات، البذور، وبعض أنواع الفواكه، مما يجعله خيارًا غنيًا بالعناصر الغذائية المفيدة.
البروتين الحيواني
البروتين الحيواني عبارة عن بروتين صافي بدون ألياف، غالبًا مصحوب بالدهون المشبعة، والتي قد تسبب أمراض القلب والالتهابات. كما قد يحتوي على معادن ثقيلة وسموم نتيجة التغذية التي تتلقاها الحيوانات، مثل الزئبق في الأسماك أو المبيدات الحشرية في اللحوم والدواجن.
الفرق بين تأثير البروتين النباتي والحيواني على الجسم
في التالي الفرق بين تأثير البروتين النباتي والحيواني على الجسم:

1. تأثير البروتين على النمو والسرطان
البروتين النباتي لا يرفع IGF-1 (Insulin-like Growth Factor)، بينما البروتين الحيواني يؤدي إلى ارتفاعه، ما قد يعزز نمو الخلايا السرطانية. الدراسات الطبية تشير إلى أن تقليل البروتين الحيواني يقلل من محفزات نمو الخلايا الضارة.
2. تأثير البروتين على الكلى
البروتين النباتي خفيف على الكلى ولا يسبب إجهادًا لها، بينما البروتين الحيواني ثقيل على الكلى وقد يؤدي إلى مشاكل في وظائفها مع الاستهلاك المستمر.
3. تأثير البروتين على الالتهابات وأمراض القلب
البروتين النباتي غني بمضادات الالتهابات، ويساعد على خفض الكولسترول الضار (LDL) ورفع الكولسترول النافع (HDL)، ويقلل ضغط الدم. أما البروتين الحيواني، وخاصة اللحوم الحمراء، فيرفع ضغط الدم ويزيد مخاطر أمراض القلب وتصلب الشرايين.
4. تأثير البروتين على هرمونات الجسم
تناول البروتين النباتي يعزز إنتاج هرمون FGF-21 الذي يحمي الجسم من الشوارد الحرة، ويدعم صحة القلب والدماغ ويساعد في إنقاص الوزن. البروتين الحيواني، بالمقابل، قد يثبط هذا الهرمون خاصة مع أنظمة غذائية غنية بالدهون المشبعة مثل الكيتوجينيك، مما يقلل من فوائده الصحية.
“اطلع على: قوة البذور“
فوائد البروتين النباتي الصحية
- حماية الجسم من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري.
- دعم الجهاز الهضمي وتحسين صحة المايكروبيوم.
- تعزيز طول العمر وتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان.
- غني بالفيتامينات والمعادن والمضادات الحيوية الطبيعية والمواد النباتية الفعالة.
- خفيف على الكبد والكلى، ويعزز وظيفة أجهزة الجسم المختلفة.
“تعرف على: كيف تبطئ الشيخوخة“
أضرار البروتين الحيواني عند الإفراط في تناوله

- ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
- زيادة التهابات الجهاز الهضمي (Human digestive system).
- تراكم السموم والمعادن الثقيلة في الجسم.
- تثبيط هرمونات حماية الجسم مثل FGF-21.
- زيادة احتمال الإصابة بالسرطان عند تناول اللحوم الحمراء بشكل متكرر.
“قد يهمك: المشي بعد الأكل لمرضى السكري“
التوازن بين البروتين النباتي والحيواني
المقصود ليس القضاء تمامًا على البروتين الحيواني، إذ هناك عناصر غذائية يحتاجها الجسم موجودة فقط في المنتجات الحيوانية، مثل بعض الأحماض الأمينية والفيتامينات الخاصة. لذلك، يوصي خبراء التغذية بأن يكون النظام الغذائي 80%-90% نباتي، مع استهلاك البروتين الحيواني باعتدال، مثلاً تناول البيض أو الأسماك أو اللحوم بشكل محدود ومتنوع.
“تعرف على: دليلك الشامل لوداع الشيب“
نصائح لتطبيق نظام متوازن
- تخصيص يوم أو أسبوع كامل للبروتين النباتي لتعزيز ديتوكس الجسم.
- تناول المكسرات والبقوليات والفواكه كمصدر أساسي للبروتين.
- استخدام البروتين الحيواني باعتدال، والتركيز على مصادر قليلة الدهون المشبعة.
- مراقبة الصحة الدورية للكلى والقلب عند تناول البروتين الحيواني.
“اطلع على: الخلايا الجذعية“
البروتين النباتي أم الحيواني: الخلاصة
الدراسات العلمية والطبية الحديثة توضح أن البروتين النباتي يتفوق على البروتين الحيواني في دعم الصحة العامة، حماية الجسم من الالتهابات، تعزيز طول العمر، وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة. مع ذلك، يمكن دمج البروتين الحيواني باعتدال لتوفير العناصر الغذائية التي لا توجد في النباتات، مع الحفاظ على 80%-90% من النظام الغذائي من المصادر النباتية. باختيارك للبروتين النباتي كمصدر رئيسي، ستوفر لجسمك حماية طبيعية من الأمراض، دعمًا للوظائف الحيوية، وطاقة أفضل للحياة اليومية، مع تقليل مخاطر التعرض للسموم والدهون الضارة.

الدكتور كمال خالد كاتب وخبير في الصحة العامة، يقدم محتوى طبيًا موثوقًا مبنيًا على أسس علمية حديثة. يكتب عن التغذية السليمة، الوقاية من الأمراض، الصحة النفسية، وأسلوب الحياة الصحي.
يهدف من خلال مقالاته إلى نشر الوعي الصحي بين القراء بطريقة مبسطة، بعيدًا عن المصطلحات الطبية المعقدة، مع تقديم نصائح عملية قابلة للتطبيق في الحياة اليومية.
كما يولي اهتمامًا خاصًا بقضايا الصحة المجتمعية والتحديات الصحية التي تواجه الأفراد في العالم العربي، مما يجعل محتواه مرجعًا مهمًا لكل من يبحث عن حياة صحية متوازنة قائمة على العلم والمعرفة.

