كل عام تنشر مجلة فوربس قائمتها الخاصة بأغنى أغنياء العالم، لتكشف حجم الثروات التي تتوزع بين العائلات الكبرى ورواد الأعمال حول العالم. لكن ما يميز قائمة عام 2025 هو بروز مجموعة صغيرة جدًا من الأثرياء الذين لم يتجاوزوا سن الثلاثين بعد.
قائمة المحتويات
رغم أن بناء ثروة بمليارات الدولارات عادةً ما يستغرق عقودًا طويلة، إلا أن بعض الشباب تمكنوا من اعتلاء قمة هرم الثراء إما عن طريق إرث عائلي ضخم أو عبر شركات مبتكرة أحدثت ثورة في قطاعات التكنولوجيا والتمويل.
في قائمة 2025، لا يتجاوز عدد هؤلاء سوى 21 مليارديرًا تحت سن الثلاثين. الغالبية العظمى ورثوا ثرواتهم من شركات الأدوية، والسلع الفاخرة، والاستثمارات الصناعية، بينما برز اسمان فقط استطاعا صناعة مجدهما من الصفر: إد كرايفن وألكسندر وانغ. في هذا المقال نستعرض بالتفصيل أصغر المليارديرات في العالم 2025، كيف جمعوا ثرواتهم، وأي القطاعات ساهمت في صعودهم.
ملامح مشهد المليارديرات الشباب في 2025
الوصول إلى قائمة المليارديرات في سن مبكرة يعد أمرًا نادرًا للغاية. فوفقًا لتقرير فوربس، نحو 75% من المليارديرات تتراوح أعمارهم بين 50 و79 عامًا، بينما لا تتجاوز نسبة من هم تحت سن الخمسين 12% فقط. أما من هم دون الثلاثين، فلا يتجاوز عددهم هذا العام 21 شخصًا فقط. أغلب هؤلاء الشباب جاؤوا من عائلات ثرية تدير شركات عملاقة في أوروبا، خاصةً في ألمانيا وإيطاليا والنرويج. لكن خارج أوروبا، ظهرت أسماء في كوريا الجنوبية والبرازيل، إلى جانب الولايات المتحدة وأستراليا.
المليارديرات العصاميون تحت سن الثلاثين

على عكس معظم أقرانهم الذين ورثوا الثروات، هناك مليارديران فقط في 2025 تمكنوا من بناء إمبراطورياتهم بأنفسهم. قصصهم تعكس الابتكار وروح المغامرة في صناعات تشهد تحولات كبرى.
إد كرايفن – إمبراطور الكازينو الرقمي
في عمر 29 عامًا، جمع الأسترالي إد كرايفن ثروة تُقدّر بـ 2.8 مليار دولار بصفته المؤسس المشارك لموقع Stake.com، وهو أكبر كازينو رقمي مدعوم بالعملات المشفرة. حقق الموقع أكثر من 4.7 مليار دولار من الإيرادات عام 2024، رغم أن المراهنات المشفرة محظورة في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية. لكن شعبيته ارتفعت بفضل البث المباشر لمؤثرين عبر الإنترنت وهم يراهنون على المنصة.
ألكسندر وانغ – رائد الذكاء الاصطناعي
يُعتبر الأمريكي ألكسندر وانغ (28 عامًا) أصغر ملياردير عصامي في العالم. أسس شركة Scale AI المتخصصة في بيانات الذكاء الاصطناعي، والتي بلغت قيمتها السوقية 13.8 مليار دولار عام 2025، ما رفع صافي ثروته إلى 2 مليار دولار. بعد أن خرج من القائمة عام 2023 بسبب انهيار تقييمات شركات التقنية، عاد وانغ بقوة هذا العام، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد توجه مؤقت، بل صناعة ترسم مستقبل الاقتصاد العالمي.
ورثة الإمبراطوريات العالمية
يبقى الإرث العائلي هو المصدر الأكبر لثروات الشباب المليارديرات، حيث تنتقل ملكية الشركات من جيل إلى آخر عبر قطاعات متنوعة مثل الأدوية، النظارات، الصناعات الثقيلة، والطيران.
الألمان: عائلة فون باومباخ وكيفن ديفيد ليمان
- يوهانس فون باومباخ (19 عامًا) هو أصغر ملياردير في العالم بثروة قدرها 5.4 مليار دولار من شركة الأدوية Boehringer Ingelheim، إلى جانب أشقائه ماكسميليان (27 عامًا)، كاثارينا (25 عامًا)، وفرانتس (23 عامًا).
- كيفن ديفيد ليمان (22 عامًا) ورث نصف ملكية سلسلة متاجر dm-drogerie markt، أكبر شبكة صيدليات في ألمانيا، وتبلغ ثروته 3.6 مليار دولار.
إيطاليا: سلالة ديل فيكيو
- ليوناردو ماريا (29 عامًا)، لوكا (23 عامًا)، وكليمنتي (20 عامًا) من ورثة إمبراطورية EssilorLuxottica، الشركة المالكة لعلامات عالمية مثل Ray-Ban. كل واحد منهم يملك ما يقارب 6.6 مليار دولار.
النرويج: الأختان أندريسن
- كاثارينا (29 عامًا) وألكسندرا (28 عامًا) تمتلكان حصصًا متساوية بنسبة 42% لكل منهما في شركة الاستثمارات العائلية Ferd. ثرواتهما تبلغ 2 مليار و1.9 مليار دولار على التوالي.
البرازيل: الشقيقتان فويغت دي أسيس
- دورا (27 عامًا) وليفيا فويغت دي أسيس (20 عامًا) ورثتا أسهمًا في شركة WEG المتخصصة في الصناعات الكهربائية. وتبلغ ثروة كل واحدة منهما 1.2 مليار دولار.
كوريا الجنوبية: شقيقات الألعاب الإلكترونية
- كيم جونغ-مين (23 عامًا) وكيم جونغ-يون (21 عامًا) ورثتا أسهمًا في شركة الألعاب Nexon، وتقدر ثروة كل واحدة منهما بـ 1.3 مليار دولار.
“تعرف على خطورة لعبة روبلوكس“
أصغر ملياردير في العالم 2025
يتربع الألماني يوهانس فون باومباخ على عرش أصغر ملياردير في العالم بعمر 19 عامًا فقط. ورث حصته في شركة Boehringer Ingelheim، إلى جانب أشقائه، وتبلغ ثروته 5.4 مليار دولار. ورغم ضخامة ثروته، إلا أن يوهانس وعائلته يفضلون الابتعاد عن الأضواء، ما يجعلهم من أكثر العائلات ثراءً وغموضًا في أوروبا.

الاتجاهات بين المليارديرات الشباب
من خلال تحليل قائمة أصغر المليارديرات في العالم 2025، يمكن ملاحظة عدة اتجاهات بارزة:
- الإرث هو العامل الأساسي – معظم المليارديرات تحت الثلاثين ورثوا شركات عائلية كبرى.
- أوروبا في الصدارة – النسبة الأكبر من المليارديرات الشباب تنتمي للقارة الأوروبية.
- التكنولوجيا تولّد الثروات العصامية – مثل إد كرايفن وألكسندر وانغ.
- قلة تمثيل النساء – رغم وجود أسماء مثل الأختين أندريسن وكيم، إلا أن الرجال يشكلون الأغلبية.
- تنوع القطاعات – من الأدوية والأزياء إلى الألعاب الإلكترونية والكازينوهات الرقمية.
“قد يهمك: Best WooCommerce Hosting Providers“
مستقبل المليارديرات الشباب
وجود مليارديرات في سن مبكرة يثير نقاشات واسعة حول الفوارق الطبقية وتوزيع الثروة. فبينما يرى البعض أن ورثة الإمبراطوريات مجرد مستفيدين من الحظ، ينظر آخرون إليهم على أنهم أوصياء على شركات تساهم في الاقتصاد العالمي. في المقابل، يلهم المليارديرات العصاميون مثل وانغ وكرايفن جيلاً جديدًا من رواد الأعمال الذين يسعون لاختراق مجالات ناشئة مثل الذكاء الاصطناعي (Artificial intelligence) والعملات المشفرة.
“قد يهمك: AI in Drone Defense“
أصغر المليارديرات في العالم 2025: الخاتمة
تعكس قائمة أصغر المليارديرات في العالم 2025 مزيجًا لافتًا بين ورثة الثروات الضخمة ورواد الأعمال الشباب الذين تحدوا الصعاب. فمن يوهانس فون باومباخ، الوريث الألماني الأصغر سنًا، إلى ألكسندر وانغ، الذي أعاد تعريف مستقبل الذكاء الاصطناعي، يمثل هؤلاء الشباب صورة عن التنوع في طرق تكوين الثروة. سواء جاء المال عبر إرث عائلي أو ابتكار ثوري، يبقى المؤكد أن هؤلاء المليارديرات الشباب سيكون لهم تأثير هائل على مستقبل الاقتصاد العالمي وعلى الأجيال القادمة من أصحاب الثروات.

مها أحمد كاتبة ومدونة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين التجربة الشخصية والتحليل الموضوعي. تكتب عن قضايا اجتماعية وثقافية وفكرية بأسلوب سلس يلامس اهتمامات القارئ اليومية.
تمتاز بأسلوبها العفوي الذي يدمج بين الطابع الشخصي والتعبير الحر، مما يجعل التدوينات قريبة من القارئ وواقعية. كما تحرص على طرح أفكار جديدة ومناقشة قضايا مجتمعية بطريقة مفتوحة للنقاش.
من خلال مدوناتها، تسعى مها أحمد إلى مشاركة الأفكار والخبرات وتبادل الرؤى مع الجمهور، لتجعل من التدوين مساحة للتواصل والإلهام.