مكملات الناد بلس: مفتاحك للشباب والطاقة ومكافحة الشيخوخة

ما هو الناد بلس (NAD+)؟ وما هي أهميته لجسمك؟ ولماذا تنخفض مستويات الناد بلس مع التقدم في العمر؟ وما هي علامات نقص الناد بلس في جسمك؟

فوائد مكملات الناد بلس

في عالم تتسارع فيه وتيرة الحياة وتزداد تحديات الصحة، يبرز البحث عن حلول فعّالة لدعم الجسم وتعزيز حيويته. لعل أحد أبرز المواضيع التي تشغل بال الكثيرين مؤخرًا هي “مكملات الناد بلس” (NAD+ Supplements) وقدرتها المذهلة على إبطاء علامات الشيخوخة وتجديد الخلايا. فبعدما أصبحت محط اهتمام العلماء والخبراء، يتساءل الكثيرون عن ماهيتها، وفوائدها، وكيف يمكن الاستفادة منها سواء عبر المكملات أو الطرق الطبيعية. في هذا المقال الشامل، سنتعمق في كل ما تحتاج لمعرفته عن الناد بلس، هذا الجزيء الحيوي الذي يُعد عماد الصحة والشباب.


ما هو الناد بلس (NAD+) وأهميته لجسمك؟

النّاد بلس، واسمه العلمي نيكوتيناميد أدينين ثنائي النيوكليوتيد (Nicotinamide Adenine Dinucleotide)، ليس مجرد فيتامين أو معدن، بل هو أنزيم مساعد أساسي يتواجد في كل خلية من خلايا جسم الإنسان. تُعزى أهميته الفائقة إلى دوره المحوري في عدد لا يُحصى من العمليات الحيوية الضرورية للحياة، مما يجعله عنصرًا لا غنى عنه لصحة الخلايا والأنسجة والأعضاء ككل.

تتعدد وظائف الناد بلس لتشمل:

  1. إنتاج الطاقة الخلوية: يُعد الناد بلس وقود الميتوكوندريا، وهي “مصانع الطاقة” في الخلايا. فهو ضروري لكل خطوة من خطوات إنتاج ثلاثي فوسفات الأدينوزين (ATP)، العملة الأساسية للطاقة في الجسم. بدون مستويات كافية من الناد بلس، يشعر الجسم بالتعب والإرهاق ونقص عام في الطاقة.
  2. إصلاح الحمض النووي (DNA): يلعب الناد بلس دورًا حاسمًا في الحفاظ على سلامة الحمض النووي عن طريق تحفيز الإنزيمات المسؤولة عن ترميم التلف الحادث في الحمض النووي. هذا الإصلاح المستمر يحمي الجسم من الطفرات الجينية التي قد تؤدي إلى أمراض خطيرة مثل السرطان.
  3. تنشيط إنزيمات السيرتوينات (Sirtuins): السيرتوينات هي مجموعة من البروتينات التي تُعرف بـ”إنزيمات طول العمر”. الناد بلس ضروري لتنشيط هذه الإنزيمات، التي تلعب دورًا حيويًا في تأخير الشيخوخة، تقليل الالتهابات، حماية الدماغ والخلايا العصبية، وتحسين وظائف الأيض.
  4. دعم وظائف الكبد وإزالة السموم: الناد بلس مهم لدعم إنزيمات الكبد التي تقوم بتنقية الجسم من السموم والمواد الضارة، مما يعزز قدرة الجسم على التخلص من النفايات الأيضية والملوثات البيئية.
  5. تنظيم الجهاز المناعي: يُسهم الناد بلس في موازنة الاستجابات المناعية، فهو يساعد على منع الاستجابات المناعية المفرطة التي قد تضر بالجسم، وفي نفس الوقت يدعم المناعة لمكافحة مسببات الأمراض بفعالية. هذا الجانب مهم بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية.

باختصار، الناد بلس هو الحارس الأمين لصحة الخلايا، المسؤول عن الحفاظ على حيويتها وعملها بكفاءة، مما يجعله عمادًا أساسيًا لمكافحة الشيخوخة والحفاظ على وظائف الجسم في أفضل حالاتها.

“اطلع على: فوائد الجرجير المذهلة


لماذا تنخفض مستويات الناد بلس مع التقدم في العمر؟

على الرغم من الأهمية القصوى للناد بلس، إلا أن مستوياته تبدأ بالانخفاض بشكل ملحوظ بمجرد تجاوز سن الثلاثين أو الأربعين، وقد تصل نسبة الانخفاض إلى 50% أو أكثر. هذا التراجع ليس مجرد جزء طبيعي من الشيخوخة، بل هو نتيجة لتفاعل عدة عوامل تستهلك الناد بلس أو تُعيق إنتاجه. من أبرز هذه الأسباب:

  • سوء التغذية ونقص العناصر الغذائية: لكي يتم إنتاج الناد بلس داخل الجسم، يحتاج إلى عناصر غذائية معينة بكميات كافية، مثل فيتامينات B. نقص هذه العناصر أو ضعف امتصاصها، وهو أمر شائع مع التقدم في العمر، يؤدي إلى ضعف قدرة الجسم على تصنيع الناد بلس.
  • الإجهاد المزمن (Chronic Stress): الإجهاد المستمر يستهلك الناد بلس بسرعة ويعرقل عمليات إعادة تصنيعه داخل الجسم. فالتوتر النفسي والبدني يضع الجسم في حالة تأهب دائمة، مما يزيد من استهلاك الطاقة والموارد الخلوية، بما في ذلك الناد بلس.
  • تكرار تناول الأدوية: بعض الأدوية، خاصة المضادات الحيوية، مضادات الاكتئاب، وأدوية الضغط، ترهق الكبد وتزيد من استهلاك الناد بلس في عمليات إزالة السموم والتمثيل الغذائي.
  • الالتهابات المزمنة والأمراض المناعية: الجسم يستخدم كميات كبيرة من الناد بلس في محاولاته للحد من الالتهابات المزمنة ومواجهة الأمراض المناعية، مما يستنزف مخزونه بسرعة.
  • الإجهاد التأكسدي (Oxidative Stress): يحدث الإجهاد التأكسدي عندما يكون هناك خلل بين إنتاج الجذور الحرة وقدرة الجسم على مواجهتها. هذا الإجهاد يدمر الخلايا ويزيد من حاجة الجسم للناد بلس لإصلاح التلف الناتج، مما يؤدي إلى استنزاف مستوياته. أسباب الإجهاد التأكسدي متعددة وتشمل سوء التغذية، التدخين، التعرض للملوثات، والتوتر.

“قد يهمك: نظام غذائي صيفي فعال


علامات نقص الناد بلس في جسمك

أهمية مكملات الناد بلس
مكملات الناد بلس

قد لا تكون علامات نقص الناد بلس واضحة ومحددة دائمًا، ولكنها غالبًا ما تظهر في صورة تدهور عام في الصحة والطاقة. إذا كنت تشعر بأن عمرك البيولوجي أكبر من عمرك الزمني، فقد يكون ذلك مؤشرًا على نقص الناد بلس. من أبرز هذه العلامات:

  • التعب والإرهاق المزمن: الشعور الدائم بالتعب ونقص الطاقة، حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم.
  • آلام المفاصل والالتهابات: زيادة حدوث الالتهابات أو آلام المفاصل دون سبب واضح.
  • علامات الشيخوخة المبكرة: ظهور التجاعيد، ترهل الجلد، وفقدان النضارة في سن مبكرة.
  • ضعف الجهاز المناعي: تكرار الإصابة بالعدوى أو المرض بسبب ضعف قدرة الجسم على الدفاع عن نفسه.
  • اضطرابات هرمونية: خلل في توازن الهرمونات قد يؤثر على المزاج، النوم، والوظائف الحيوية الأخرى.
  • ضعف التركيز والوظائف الإدراكية: صعوبة في التركيز، ضبابية الدماغ، أو تراجع في الذاكرة.

إذا كنت تعاني من هذه الأعراض دون وجود مرض محدد يفسرها، فقد يكون نقص الناد بلس هو السبب الكامن، وهنا يأتي دور المكملات والحاجات الطبيعية التي ترفع مستوياته في الجسم.


مكملات الناد بلس: NMN و NR وأيهما أفضل؟

لفترة طويلة، كان يُعتقد أنه لا يمكن للجسم امتصاص الناد بلس بشكل مباشر من المكملات الغذائية، لأنه جزيء كبير نسبيًا. لهذا السبب، تركزت الأبحاث على “السلائف” (precursors) وهي مواد يمكن للجسم تحويلها بكفاءة إلى الناد بلس. أبرز هذه السلائف هي النيكوتيناميد ريبوسايد (NR) والنيكوتيناميد أحادي النوكليوتيد (NMN).

كلا المكملين هما في الأساس أشكال متقدمة من النياسين (فيتامين B3)، ويستخدمهما الجسم لتصنيع الناد بلس في خطوات قليلة ومباشرة، على عكس العمليات المعقدة التي يتطلبها تصنيع الناد بلس من الطعام العادي أو النياسين التقليدي.

الفرق بين NMN و NR:

  • النيكوتيناميد ريبوسايد (NR): يُعتبر شكلاً جيدًا لزيادة مستويات الناد بلس، لكنه ليس الأكثر كفاءة. يحتاج الـ NR إلى عمليتين تحويل داخل الخلية ليصبح ناد بلس:
    1. يتحول الـ NR أولاً إلى NMN باستخدام إنزيم معين.
    2. ثم يتحول الـ NMN إلى ناد بلس باستخدام إنزيم آخر.
  • النيكوتيناميد أحادي النوكليوتيد (NMN): يُعد الشكل الأفضل والأعلى كفاءة في رفع مستويات الناد بلس داخل الخلية. اكتشف العلماء في عام 2019 أن مركب الـ NMN يمتلك ناقلاً خاصًا به في الأمعاء الدقيقة (يُسمى SLC12A8)، والذي يأخذه مباشرة ويدخله إلى الخلايا. بمجرد دخوله الخلية، يتحول الـ NMN مباشرة إلى ناد بلس في خطوة واحدة فقط، مما يجعله أسرع وأكثر فعالية.

مقارنة عملية:

  • الكفاءة: الـ NMN أكثر كفاءة لكونه أقرب إلى الناد بلس في المسار الأيضي وله ناقل خاص يسهل امتصاصه.
  • الدراسات السريرية: تاريخيًا، أُجريت دراسات سريرية أكثر على الـ NR. ومع ذلك، هناك تزايد كبير في الأبحاث والدراسات على الـ NMN مؤخرًا.
  • التكلفة: الـ NR عادةً ما يكون أرخص من الـ NMN. يُعد الـ NMN من المكملات ذات الفئة السعرية المرتفعة نظرًا لفعاليته العالية.

بناءً عليه، إذا كانت الميزانية تسمح، فإن مكملات الـ NMN هي الخيار الأمثل لرفع مستويات الناد بلس بفعالية أكبر.


الجرعة المثلى لمكملات الناد بلس

تختلف الجرعة المثلى لمكملات الناد بلس (سواء NMN أو NR) بناءً على الغرض من الاستخدام والحالة الصحية للفرد. تتمتع هذه المكملات بمرونة كبيرة في الجرعات. بشكل عام، يمكن البدء بجرعات خفيفة للدعم العام، وزيادتها للحالات التي تتطلب دعمًا مكثفًا:

  • للدعم العام والحفاظ على الصحة: قد تكون جرعات تتراوح بين 125 ملجم إلى 300 ملجم يوميًا كافية.
  • لحالات التعب الشديد، الأمراض الالتهابية، ضعف العضلات أو المناعة، ومع التقدم في السن: قد تصل الجرعات إلى 500 ملجم أو حتى 1000 ملجم يوميًا، ولكن يجب أن يتم ذلك تحت إشراف طبي أو بعد استشارة مختص.

من المهم دائمًا البدء بجرعة أقل وزيادتها تدريجيًا لمراقبة استجابة الجسم.

“قد يهمك: علاج جفاف العين


طرق طبيعية لزيادة مستويات الناد بلس في الجسم

الأطعمة التي تحتوي على Nad Plus
الأطعمة التي تحتوي على Nad Plus

على الرغم من فعالية مكملات الناد بلس، إلا أن هناك طرقًا طبيعية قوية يمكنها تحفيز الجسم على إنتاج المزيد من الناد بلس، بل إن بعضها يعطي نتائج مماثلة للمكملات دون أي تكلفة. من أهم هذه الطرق:

  1. الصيام المتقطع:
    • الآلية: أثناء الصيام، تنخفض مستويات الجلوكوز والأنسولين في الجسم، مما يحفز إنزيمًا يُسمى (NAMPT) والذي يُعد عاملاً أساسيًا في تصنيع الناد بلس داخل الخلايا.
    • الفوائد الإضافية: الصيام يقلل من عدد مرات وكميات الأكل، مما يقلل من استهلاك الناد بلس في عمليات الأيض غير الضرورية التي تحدث مع تناول الطعام المتكرر (السناكات).
    • النمط الأمثل: الصيام لفترات تتراوح بين 16 إلى 18 ساعة يوميًا، مع تجربة تناول وجبة واحدة في اليوم (OMAD) مرة واحدة في الأسبوع (صيام 23 ساعة). يُنصح بمراجعة طبيب أو خبير تغذية قبل البدء بالصيام المتقطع، خاصةً لمن لديهم حالات صحية خاصة، لضمان عدم تأثيره سلبًا على الهرمونات أو الصحة العامة.
  2. التمارين الرياضية (المقاومة والكارديو):
    • الآلية: الرياضة تستهلك كميات كبيرة من الطاقة (ATP). عندما ينخفض مخزون الـ ATP، يضطر الجسم إلى زيادة إنتاج الناد بلس كآلية تعويضية لتوفير المزيد من الطاقة.
    • تمارين المقاومة: تؤدي إلى تكسير الخلايا العضلية ثم إعادة بنائها، مما يحفز المسارات التي تزيد من إنتاج الناد بلس، فهو ضروري لعمليات البناء والإصلاح.
    • تمارين الكارديو: تتطلب طاقة أكبر بكثير من المعتاد، مما يحفز الميتوكوندريا على إنتاج المزيد من الطاقة، وكما ذكرنا، لا تستطيع الميتوكوندريا إنتاج الطاقة بفعالية دون الناد بلس، مما يدفع الجسم لزيادة إنتاجه.
  3. النظام الغذائي الغني بالعناصر الأولية:
    • البروتين الحيواني: الأحماض الأمينية الأساسية الموجودة في البروتين الحيواني بجميع أنواعه تُعد لبنات بناء أساسية لإنتاج الناد بلس. كلما توفرت هذه الأحماض، سهل ذلك على الجسم تصنيع الناد بلس.
    • الخضروات الورقية الداكنة: مثل الكرنب (Kale)، السبانخ، الجرجير، والسلق. تحتوي هذه الخضروات على مركبات تُسهم في إنتاج الناد بلس، على الرغم من أنها تتطلب مسارات تحويل أطول وأكثر تعقيدًا مقارنة بالمكملات. ومع ذلك، فإن الاستمرارية في تناولها تُسهم في نتائج جيدة على المدى الطويل.

ملاحظات هامة قبل البدء بتناول مكملات الناد بلس

من المهم جدًا فهم أن المكملات الغذائية، بما فيها مكملات الناد بلس، هي عوامل مساعدة وليست بديلاً عن نمط حياة صحي. لا يمكنك تناول المكملات وتتوقع الحصول على الفوائد الكاملة إذا كنت تهمل نظامك الغذائي، تفتقر إلى النشاط البدني، أو تعاني من مستويات عالية من التوتر. الجسم يعمل كنظام متكامل، والتغذية السليمة، الرياضة المنتظمة، إدارة التوتر، والنوم الكافي هي الركائز الأساسية للصحة والشباب. المكملات تأتي لتعزيز هذه الركائز، لا لتحل محلها.

“اطلع على: الفوائد الصحية المدهشة للسماق


مكملات الناد بلس: الخلاصة

إن الناد بلس هو جزيء حيوي لا غنى عنه لصحة وطول عمر الخلايا. مع التقدم في العمر، تنخفض مستوياته، مما يسهم في ظهور علامات الشيخوخة وتدهور الوظائف الحيوية. سواء اخترت دعم مستويات الناد بلس عبر المكملات الفعالة مثل NMN، أو من خلال تبني عادات صحية قوية مثل الصيام المتقطع، والتمارين الرياضية، وتناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، فإن الاستثمار في صحة الناد بلس هو استثمار في حيويتك وطول عمرك. تذكر دائمًا أن الجمع بين الطرق الطبيعية والمكملات (إذا لزم الأمر وتحت إشراف) هو المفتاح لتحقيق أقصى استفادة والحفاظ على جسمك في أفضل حالاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top