إنشاء موقع بالذكاء الاصطناعي: تجربتي الكاملة من البداية حتى النشر

قبل سنوات قليلة، كان إنشاء موقع إلكتروني مهمة معقدة لا يقوم بها سوى المبرمجين أو مصممي المواقع المحترفين. كنت أظن أن الدخول إلى هذا العالم يحتاج إلى تعلم لغات البرمجة أو دفع أموال كثيرة لمطورين متخصصين. لكن مع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي تغيّر كل شيء، حيث أصبح بالإمكان لأي شخص إنشاء موقع متكامل دون كتابة سطر واحد من الأكواد.

في هذا المقال سأشارك تجربتي الشخصية في إنشاء موقع بالذكاء الاصطناعي، بداية من التفكير في الفكرة، مرورًا بكتابة التفاصيل، والتجربة الأولى مع التصميم، والتعديلات التي أجريتها، وصولاً إلى نشر الموقع النهائي وربط النطاق به.

كيف بدأت الفكرة؟

القصة بدأت عندما تواصل معي بعض متابعي القناة وطلبوا مني فيديو يشرح طريقة عمل المواقع بالذكاء الاصطناعي. في البداية ظننت أن الموضوع صعب جدًا ويتطلب خبرة كبيرة. كنت دائمًا أميل إلى المحتوى السهل مثل الصور والفيديوهات، أما فكرة بناء موقع فقد بدت معقدة. لكنني قررت أن أخوض التحدي. قلت لنفسي: “لا بد أن أتعلم وأعلّم غيري. إذا نجحت فسأكون قد استفدت وشاركت الفائدة”. وهكذا بدأت رحلتي مع الذكاء الاصطناعي في بناء المواقع.

التسجيل في المنصة وتجربة الواجهة الأولى

دخلت إلى أحد المواقع المخصصة لإنشاء المواقع بالذكاء الاصطناعي وسجلت باستخدام بريدي على Gmail. المفاجأة أن الواجهة كانت سهلة جدًا، أشبه بمحادثة مع بوت دردشة. كل ما عليك هو كتابة “برومبت” يصف الموقع الذي تريد إنشاءه، ثم تضغط على زر الإرسال. خلال ثوانٍ، يقوم الذكاء الاصطناعي بترجمة أوامرك إلى تصميم كامل لموقع إلكتروني يحتوي على الصفحات والأقسام المطلوبة.

التجربة الأولى: موقع شخصي بسيط

في البداية كتبت برومبت قصير جدًا: “أريد موقع شخصي يحتوي على صورة للصفحة الرئيسية وقسم للفيديوهات وقسم للمقالات وصفحة للتواصل.” خلال أقل من دقيقة ظهر أمامي موقع حقيقي، يحتوي على ما طلبته. صحيح أن بعض الأقسام كانت عامة جدًا والصور غير مناسبة، لكن النتيجة كانت مدهشة. تخيل أن ما كان يحتاج أيامًا أو أسابيع مع مبرمج محترف أصبح متاحًا بضغطة زر.

أهمية كتابة التفاصيل بدقة

بعد التجربة الأولى، أدركت أن النتيجة تعتمد على دقة التفاصيل التي أكتبها في البرومبت.

• عندما كتبت وصفًا عامًا حصلت على موقع عادي.
• لكن عندما بدأت أضيف تفاصيل دقيقة مثل: “أريد الصفحة الرئيسية أن تحتوي على صورة شخصية لي، عنوان واضح باسم قناتي، قسم للفيديوهات الأخيرة من يوتيوب، مدونة للمقالات، وصفحة تواصل مع روابط فيسبوك وإنستغرام وتيك توك”، كانت النتيجة أفضل بكثير.

إذن القاعدة الذهبية هنا: كلما زادت التفاصيل التي تقدمها للذكاء الاصطناعي، كلما كان الموقع النهائي أكثر اكتمالاً واحترافية.

“قد يهمك: بناء متجر شوبيفاي احترافي بالذكاء الاصطناعي”

التعديلات بعد إنشاء الموقع

بالطبع لم يكن الموقع الأول مثالياً، واحتاج إلى بعض التعديلات. وهنا ظهر جمال الذكاء الاصطناعي، حيث يمكنك إدخال أي تعديل بسهولة:

• تغيير الصور: إذا وضعت صورة افتراضية غير مناسبة، يمكن استبدالها فورًا بصورتك الشخصية.
• تصحيح النصوص: العناوين أو الأوصاف قد تأتي غير دقيقة، ويمكنك تعديلها بما يناسبك.
• إضافة الروابط: إذا لم تدخل روابط حساباتك مسبقًا، يمكنك إضافتها لاحقًا.
• تصحيح البريد الإلكتروني: في حال كتب بشكل خاطئ، يمكن تعديله فورًا.

أدوات مفيدة أثناء التعديل

خلال تجربتي اكتشفت أن بعض الأدوات تسهل عملية التعديل:

• Snipping Tool في ويندوز: يمكنني أخذ لقطة شاشة للجزء الذي أريد تغييره وإرفاقه للبوت مع تعليمات التعديل.
• التحديث بعد كل تعديل: بمجرد عمل Refresh أتحقق من أن التغييرات طُبقت فعلاً.
• إضافة تفاصيل أكثر في كل تعديل: هذا يقلل استهلاك الرصيد داخل المنصة ويعطي نتائج أدق.

الأخطاء الشائعة أثناء الإنشاء

من تجربتي، واجهت بعض الأخطاء البسيطة التي يمكن تفاديها بسهولة:

1. كتابة البريد الإلكتروني بشكل خاطئ → النتيجة أن النظام ينسخ الخطأ كما هو.
2. إغفال إدخال روابط الحسابات → فيظهر الموقع بدون روابط صحيحة.
3. نسيان إضافة الصور الشخصية من البداية → فيتم وضع صور افتراضية قد لا تناسبك.

الحل بسيط: اكتب كل التفاصيل بشكل صحيح منذ البداية، أو عدّلها لاحقًا بسهولة.

لحظة النشر وربط النطاق

بعد الانتهاء من التصميم والتعديلات، حان وقت نشر الموقع. كانت الخطوات بسيطة:

1. الضغط على زر “Publish”.
2. اختيار اسم نطاق (Domain) مناسب.
3. النشر مباشرة عبر المنصة.

النطاق المجاني ينتهي عادة بامتداد تابع للمنصة، مثل: .lovepool.up. لكن يمكنك شراء نطاق مدفوع وربطه بالموقع للحصول على عنوان احترافي باسمك.

تعديل الموقع بعد النشر

الميزة الرائعة أن التعديلات لا تتوقف بمجرد النشر. يمكنك العودة في أي وقت إلى لوحة التحكم وإجراء أي تغيير تريده، مثل:

• إضافة مقالات جديدة.
• تحديث روابط الفيديوهات الأخيرة.
• تغيير الألوان والتصميم.
• إضافة أقسام جديدة.

وهذا يمنحك مرونة كبيرة لتطوير موقعك مع مرور الوقت.

“تعرف على: أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي الواعدة“

مزايا إنشاء موقع بالذكاء الاصطناعي

1. السرعة: إنجاز موقع كامل خلال دقائق.
2. السهولة: لا حاجة لأي خبرة تقنية أو لغات برمجة.
3. التكلفة المنخفضة: أقل بكثير من تكلفة التعاقد مع مطور محترف.
4. إمكانية التعديل المستمر: تعديلات سهلة وسريعة حتى بعد النشر.
5. دعم التعدد اللغوي: يمكنك كتابة البرومبت بالعربية أو الإنجليزية للحصول على الموقع باللغة التي تريدها.

التحديات والعيوب التي لاحظتها

رغم أن التجربة مذهلة، إلا أن هناك بعض النقاط التي يجب معرفتها:

• التصميم (Design) قد يبدو تقليديًا أو يحتاج لمسات إضافية ليصبح مميزًا.
• بعض المزايا تكون محجوبة خلف الخطط المدفوعة.
• أي خطأ في التفاصيل يؤدي إلى ظهور نتائج غير دقيقة.
• الاعتماد الكامل على المنصة قد لا يكون مناسبًا للمشاريع الضخمة التي تحتاج استضافة مخصصة.

“تعرف على: إنشاء موقع إلكتروني احترافي باستخدام ووردبريس“

تجربتي الشخصية: ماذا تعلمت؟

من خلال رحلتي مع إنشاء موقع بالذكاء الاصطناعي تعلمت عدة دروس مهمة:

• التفاصيل الدقيقة تصنع الفرق بين موقع عادي وموقع احترافي.
• التعديلات المستمرة ضرورية للوصول إلى أفضل نتيجة.
• يمكن لأي شخص، حتى لو لم يبرمج من قبل، أن يطلق موقعه الخاص خلال ساعة واحدة فقط.
• هذه التقنية مثالية للمبتدئين وأصحاب المشاريع الصغيرة، لكنها قد تحتاج دعم إضافي في المشاريع الكبيرة.

إنشاء موقع بالذكاء الاصطناعي: الخاتمة

باختصار، يمكنني القول إن إنشاء موقع بالذكاء الاصطناعي أصبح اليوم ثورة حقيقية في عالم الإنترنت. ما كان في الماضي مهمة صعبة ومكلفة أصبح الآن متاحًا للجميع بسهولة وسرعة. تجربتي أثبتت أن الذكاء الاصطناعي لا يختصر الوقت فقط، بل يفتح الباب أمام أي شخص ليبدأ مشروعه الرقمي دون تعقيدات.

إذا كنت تفكر في إطلاق موقعك، سواء كان شخصيًا أو تجاريًا أو حتى مدونة بسيطة، فلا تتردد في تجربة إنشاء موقع بالذكاء الاصطناعي. قد تكون هذه الخطوة هي البداية التي تقودك إلى نجاح كبير في العالم الرقمي.