في صفحات التاريخ المصري القديم، تتوارى حكايات وشخصيات تحت ركام الزمن، لتظهر بين الحين والآخر قصة تروي فصولاً من القوة والضعف، الحب والانتقام. ومن بين هذه القصص الساحرة، تبرز حكاية الملكة نيت إقرت، أو نيتاكريت كما يشار إليها أحيانًا، كشخصية محورية في نهاية حقبة مهمة هي الأسرة السادسة والدولة القديمة. غالبًا ما يتم تجاهل اسمها في قوائم الملوك الرسمية، إلا أن وجودها يمثل نقطة تحول مفصلية، ليس فقط لكونها امرأة اعتلت العرش في زمن كان الحكم فيه مقصورًا على الذكور غالبًا، بل كذلك بسبب القصة المأساوية والمثيرة التي أحاطت بها، قصة تتشابك فيها خيوط السلطة، الخيانة، والانتقام الشخصي.
قائمة المحتويات
تأتي قصة نيت إقرت لتسلط الضوء على فترة مضطربة شهدت ضعفًا للمركزية الملكية وتفككًا اجتماعيًا واقتصاديًا، مما مهد الطريق لنهاية عصر بناة الأهرامات العظيم. من خلال تحليل الروايات التاريخية، سواء كانت قديمة مثل تلك التي قدمها هيرودوت ومانيتون، أو المصادر المصرية القديمة مثل بردية تورين، يمكننا أن نجمع قطع الأحجية لنرسم صورة أقرب ما تكون للواقع لهذه الملكة التي اختارت مسارًا غير مألوف لتأخذ بثأر أخيها الملك. هذا المقال سيتعمق في تفاصيل حياة نيت إقرت، دوافعها، وأثرها على تاريخ مصر، مستكشفًا الجوانب الأسطورية والحقائق التاريخية المحيطة بشخصيتها الفذة.
نيت إقرت: الاسم والمعنى والدلالات
اسم “نيت إقرت” ليس مجرد تسمية عادية، بل هو يحمل في طياته دلالات عميقة تعكس مكانتها الدينية وأهميتها في المجتمع المصري القديم. يعني اسمها “المعبودة نيت ممتازة” أو “الرائعة”. والربة نيت (Neith) كانت واحدة من أقدم وأقوى المعبودات في مصر القديمة، وقد ارتبطت بشكل وثيق بشمال مصر، وتحديدًا بمدينة سايس (Sais) في الدلتا. كانت نيت تعتبر إلهة الحرب والصيد والحكمة، وكانت غالبًا ما تُصور بسهمين متقاطعين أو بترس وسهم، مما يرمز إلى قوتها وحمايتها الشرسة.
إذن، حمل اسم “نيت إقرت” للملكة يعني أنها كانت تُرى كأنها تجسيد لفضائل هذه المعبودة العظيمة؛ القوة، الشراسة، والقدرة على حماية البلاد. هذا الاسم وحده يعطينا لمحة عن الشخصية التي قد تكون عليها الملكة: امرأة ذات إرادة قوية لا تتردد في مواجهة التحديات. في فترة مضطربة سياسيًا واقتصاديًا، كان الارتباط بإلهة قوية مثل نيت قد يمنحها شرعية وهالة من القداسة والقوة، وربما كان هذا جزءًا من استراتيجية لتوحيد البلاد تحت حكمها. فهم دلالة اسمها يساعدنا على تقدير السياق الثقافي والديني الذي نشأت فيه هذه الملكة وكيف أن هذا الارتباط قد أثر في تصور الناس لها وفي الطريقة التي تعاملت بها مع الأزمات التي واجهتها.
السياق التاريخي: نهاية الدولة القديمة والاضطرابات

لفهم قصة الملكة نيت إقرت بشكل كامل، يجب علينا أن نستوعب السياق التاريخي الذي ظهرت فيه. كانت نيت إقرت آخر حكام الأسرة السادسة، وهي الأسرة التي شهدت نهاية عصر الدولة القديمة، عصر بناة الأهرامات العظيمة. هذه الفترة لم تكن فترة ازدهار وسلام، بل كانت تمثل مرحلة انتقالية صعبة تتسم بالضعف والتفكك.
سبق حكم نيت إقرت عهد طويل جدًا للملك بيبي الثاني، الذي يُقال إنه حكم لمدة 94 عامًا، وهي أطول فترة حكم لملك في التاريخ. ورغم عظمة هذا الرقم، إلا أن طول فترة حكمه أدت إلى تداعيات سلبية. فمع تقدم الملك في العمر، تضاءل تركيزه وسلطته المركزية، مما أفسح المجال لحكام الأقاليم (النومارخات) ليزدادوا قوة ونفوذًا. بدأت هذه الأقاليم تعمل بشكل شبه مستقل، وأصبح ولاؤها للتاج الملكي أضعف، مما أدى إلى تفتت تدريجي لسلطة الدولة.
تزامنت هذه التغيرات السياسية مع ظروف اقتصادية قاسية. تشير بعض المصادر القديمة، مثل “بردية إيبوير”، إلى فترة من المجاعات والاضطرابات الاجتماعية وتفشي السرقات والفوضى. فقدت الدولة القدرة على إدارة الموارد بكفاءة، وتدهورت الأوضاع المعيشية للشعب، مما أدى إلى حالة من عدم الرضا العام والقلاقل. في خضم هذه الفوضى، اعتلى أخو نيت إقرت، الملك مرن رع الثاني، العرش بعد والدهما بيبي الثاني. ولكن حكمه كان قصيرًا ومليئًا بالمصاعب، ولم يتمكن من السيطرة على الأوضاع المتدهورة. انتهى حكمه باغتياله نتيجة ثورة شعبية أو مؤامرة من حكام الأقاليم الساخطين، وهو ما يمثل نقطة تحول درامية في تاريخ الأسرة السادسة ومقدمة لقصة نيت إقرت.
الميراث الدموي: صعود نيت إقرت إلى العرش
لم يكن وصول نيت إقرت إلى العرش تتويجًا طبيعيًا لولي عهد، بل كان نتيجة مباشرة للمأساة التي حلت بأسرتها وتحديدًا بأخيها الملك مرن رع الثاني. بعد اغتيال أخيها في خضم الاضطرابات التي عمت البلاد، وجد قادة الأقاليم والمسؤولون أنفسهم في موقف حرج؛ الحاجة إلى حاكم جديد يمكنه استعادة بعض من النظام والسيطرة. وهنا، وقع اختيارهم على نيت إقرت، شقيقة الملك المقتول، لتعتلي العرش. هذا القرار، وإن كان يبدو لأول وهلة حلاً مؤقتًا للأزمة، إلا أنه يحمل في طياته تناقضًا كبيرًا، حيث أن من قتله هم من أتوا بأخته للحكم.
كان صعود نيت إقرت حدثًا غير اعتيادي في مصر القديمة، فالحكام الإناث كن استثناءً لا قاعدة. لطالما كان المفهوم التقليدي للملك في مصر هو تجسيد للمعبود حورس الذكر، وكان من المتوقع أن يكون الملك رجلًا ليكون امتدادًا لهذه السلطة الإلهية الذكورية. لكن الظروف الاستثنائية التي شهدتها نهاية الأسرة السادسة، مع ضعف السلطة المركزية والفوضى، أجبرت المجتمع على قبول مثل هذا التغيير. يُعتقد أن اختيارها كان ربما لتهدئة الأوضاع، خاصة وأنها كانت تربطها صلة بالملك المتوفى، مما قد يضفي نوعًا من الشرعية على الحكم الجديد.
مع ذلك، لم تكن نيت إقرت مجرد دمية في أيدي الذين وضعوها على العرش. فقد كانت امرأة ذكية وذات إرادة قوية، وسرعان ما اكتشفت الحقيقة المرة: أن أولئك الذين نصبوها ملكة كانوا هم أنفسهم من تورطوا في مقتل أخيها. هذا الاكتشاف أشعل فيها نار الانتقام، وحول صعودها إلى العرش من مجرد تولي للسلطة إلى مهمة شخصية لاسترداد العدالة لأخيها، مهما كلف الثمن. هذه النقطة هي جوهر قصتها، وتوضح كيف يمكن أن تتشابك السياسة مع المشاعر الإنسانية العميقة في تشكيل مسار التاريخ.
انتقام الملكة: وليمة الموت وغضب النيل
تعتبر قصة انتقام الملكة نيت إقرت من قتلة أخيها من أبرز الفصول المأساوية في تاريخها، وهي الجزء الذي خلدها في الذاكرة التاريخية، خاصة في روايات المؤرخ اليوناني هيرودوت. بعد أن اكتشفت نيت إقرت تورط الذين وضعوها على العرش في اغتيال أخيها الملك مرن رع الثاني، قررت أن تدفع الثمن غالياً لأفعالهم.
خططت الملكة لعملية انتقام محكمة ومروعة. دعت كل المتآمرين والمسؤولين عن قتل أخيها إلى وليمة كبيرة، وليمة كانت تبدو احتفالاً بتوليها العرش وتوطيدًا للعلاقات، لكنها في الحقيقة كانت فخًا محكمًا. أقيمت الوليمة في قاعة واسعة تحت الأرض، تم تصميمها خصيصًا لهذا الغرض، وربما كانت مرتبطة بشبكة من القنوات المائية تحت سطح الأرض. عندما اجتمع الضيوف، وهم يأكلون ويشربون غير مدركين لمصيرهم المحتوم، أمرت الملكة بفتح بوابات سرية كانت تحبس مياه النيل.
تدفقت مياه النيل بغزارة إلى القاعة الجوفية، فاجأت المتآمرين وحاصرتهم. لم يكن لديهم مفر، فغرقوا جميعًا في المياه المتدفقة. هذه العملية كانت أشبه بـ”مذبحة القلعة” الشهيرة التي نفذها محمد علي باشا في القرن التاسع عشر، ولكن الفرق أن نيت إقرت اختارت الإغراق بالمياه بدلاً من السيوف. كان هذا الانتقام الدموي بمثابة تصفية حسابات شاملة، ليس فقط لأخيها، بل أيضًا لاستعادة كرامة العرش الملكي.
بعد تنفيذ خطة الانتقام المروعة، شعرت نيت إقرت، وفقًا لرواية هيرودوت، بشعور عميق بالذنب. ربما لم يكن الذنب هنا متعلقًا بفعل الانتقام نفسه، بل بالدور الذي لعبته في السياق العام للأحداث؛ فقد كانت هي من اعتلت العرش بعد أخيها، وهو ما اعتبرته ربما سببًا غير مباشر لموته، أو على الأقل شعورًا بالمسؤولية تجاهه. لتكفير عن هذا الذنب أو للهروب من تبعات أفعالها، يقال إنها انتحرت. وهكذا انتهت حياة هذه الملكة الغامضة والمثيرة، تاركة وراءها قصة تثير الرعب والإعجاب في آن واحد، وتحفر اسمها بحروف من دماء وماء في سجلات التاريخ.
“اطلع على: اللغة المصرية العامية“
هل هي حقيقة أم أسطورة؟ مصادر التحقق التاريخي
تثير قصة الملكة نيت إقرت، بما فيها من تفاصيل مثيرة للانتقام والانتحار، تساؤلات حول مدى صحتها التاريخية. هل هي مجرد أسطورة يونانية زين بها هيرودوت صفحات كتابه، أم أن هناك دلائل مصرية قديمة تؤكد وجودها وتفاصيل حكمها؟ لحسن الحظ، لا تعتمد حكاية نيت إقرت على روايات هيرودوت وحده، بل تتشابك مع مصادر أخرى تزيد من مصداقيتها.
أهم هذه المصادر هو بردية تورين (Turin Papyrus)، وهي قائمة ملكية مصرية قديمة مكتوبة بالهيراطيقية، وتعتبر واحدة من أهم وثائق التسلسل الزمني للفراعنة. هذه البردية تذكر اسم نيت إقرت كواحدة من الحكام، بل وتحدد فترة حكمها. وجود اسمها في هذه الوثيقة المصرية الأصيلة يقطع الشك باليقين بشأن وجودها التاريخي، على الرغم من أن العديد من القوائم الملكية الأخرى قد تتجاهلها، ربما بسبب جنسها أو بسبب الاضطرابات التي أحاطت بفترة حكمها.
مصدر آخر مهم هو المؤرخ المصري مانيتون، الذي عاش في العصر البطلمي (القرن الثالث قبل الميلاد)، وكتب تاريخًا لمصر القديمة باللغة اليونانية. مانيتون يذكر نيت إقرت ويصفها بأنها “المرأة الشجاعة والجميلة”. ومع ذلك، ينسب إليها بناء الهرم الثالث، وهو ما يثير جدلاً تاريخيًا كبيرًا. فالمعروف أن الهرم الثالث في الجيزة بناه الملك منقرع (Menkaure). يعتقد الباحثون أن مانيتون ربما ارتكب خطأً نتيجة لتشابه الأسماء بين “منقرع” و”من كارع” (الاسم الثاني الذي ربما حملته نيت إقرت أو اسم مشابه)، خاصة وأن مانيتون كان يكتب عن أحداث سبقت عصره بآلاف السنين، مما يفتح المجال للأخطاء في التفاصيل الدقيقة. هذا التشابه اللفظي بين “منقرع” و”من كارع” الذي يعني “فليدم الكا الخاص بالمعبود رع” يمكن أن يكون سببًا منطقيًا لهذا الخلط.
أما هيرودوت، “أبو التاريخ”، فقد زار مصر في القرن الخامس قبل الميلاد وسجل ملاحظاته ورواياته. قصته عن نيت إقرت وانتقامها المأساوي تعد من أكثر الروايات تفصيلاً، وقد نقلها عن كهنة منف. ورغم أن هيرودوت يُعتبر مصدرًا قيّمًا، إلا أن رواياته عن مصر القديمة، وخاصة عن الفترات البعيدة عن عصره، غالبًا ما تحتوي على عناصر أسطورية أو مبالغات. لذلك، بينما تؤكد بردية تورين وجود نيت إقرت كملكة، تبقى تفاصيل قصة انتقامها وانتحارها الأكثر إثارة للنقاش بين المؤرخين، وقد تكون مزيجًا من حقيقة ودراما تاريخية أضيفت عليها بمرور الوقت.
“تعرف على: الفرعون الأخير“
إرث نيت إقرت: ملكة في زمن الفوضى
تترك لنا الملكة نيت إقرت إرثًا معقدًا ومتعدد الأوجه في تاريخ مصر القديمة. حكمت هذه الملكة في فترة كانت بمثابة نقطة تحول حاسمة، حيث شهدت نهاية الدولة القديمة وبداية ما يعرف بالعصر الانتقالي الأول، وهو عصر تميز بالفوضى السياسية والتفكك. كان وجودها على العرش نفسه يشكل تحديًا للأعراف والتقاليد، حيث لم يكن حكم النساء مقبولًا على نطاق واسع في تلك الحقبة، إلا أن الظروف الاستثنائية للبلاد أجبرت على هذا الاستثناء.
قصتها، بما فيها من انتقام وتضحية، تعكس مدى اليأس والضغط الذي كانت تواجهه الأسرة الحاكمة في تلك الأوقات. فقد كانت نيت إقرت ليست مجرد حاكمة تحاول إدارة شؤون الدولة، بل كانت أيضًا ابنة وأختًا تسعى لاستعادة كرامة عائلتها الملطخة بالخيانة والقتل. إن انتقامها، بغض النظر عن مدى صحته التفصيلية، يرمز إلى محاولة يائسة لاستعادة النظام والعدالة في عالم انقلبت فيه الموازين.
على الرغم من قلة المصادر التي تتحدث عنها بتفصيل، إلا أن وجودها المؤكد في بردية تورين يضمن لها مكانًا في السجل التاريخي. لقد كانت نيت إقرت مثالًا للملكة التي اضطرت لارتداء عباءة القوة في زمن الفوضى، وللشخصية التي تجرأت على تحدي التقاليد لتأخذ بثأر عائلتها. إرثها يذكرنا بأن التاريخ ليس دائمًا خطيًا أو واضحًا، وأن هناك دائمًا شخصيات غامضة وقصص جانبية تحمل في طياتها دروسًا قيمة عن الطبيعة البشرية ودورها في تشكيل مسار الأمم. تستمر قصة نيت إقرت في إلهام المؤرخين والباحثين للتنقيب أكثر في تلك الحقبة المظلمة من تاريخ مصر، وتذكيرنا بأن حتى في أحلك الأوقات، يمكن لروح واحدة أن تترك أثرًا عميقًا ودائمًا.
“قد يهمك: النهضة العسكرية المصرية“
خاتمة: صدى ملكة منسية
في ختام رحلتنا مع الملكة نيت إقرت، ندرك أن اسمها وإن لم يكن يتوهج ببريق حتشبسوت أو كليوباترا، إلا أن قصتها تحمل ثقلاً تاريخيًا وعمقًا إنسانيًا لا يقل أهمية. لقد كانت نيت إقرت بمثابة نقطة نهاية لفترة مجيدة من تاريخ مصر وبداية عصر جديد مليء بالتحديات. صعودها إلى العرش، انتقامها من قتلة أخيها، ومصيرها المأساوي، كلها فصول ترسم صورة لامرأة وجدت نفسها في قلب عاصفة سياسية واجتماعية لم يكن لها يد في إشعالها، لكنها اختارت أن تواجهها بكل شجاعة.
قصة نيت إقرت تذكرنا بأن التاريخ ليس مجرد سجل للملوك والحروب، بل هو نسيج غني من القصص الشخصية التي تعكس طموحات البشر، آلامهم، وصراعاتهم من أجل البقاء والعدالة. إنها دعوة للتفكير في كيف يمكن للظروف القاسية أن تدفع الأفراد إلى أفعال استثنائية، وكيف يمكن لذكرى واحدة، حتى لو أحاطها الغموض، أن تستمر في إلهامنا وتطرح علينا أسئلة حول طبيعة السلطة والانتقام والتضحية. الملكة نيت إقرت، بكل ما فيها من قوة وضعف، تبقى رمزًا لتلك الفترة المضطربة، وتبقى قصتها صدى لملكة منسية لا تزال تهمس بحكايتها عبر آلاف السنين من غبار الزمن.

مها أحمد كاتبة ومدونة تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين التجربة الشخصية والتحليل الموضوعي. تكتب عن قضايا اجتماعية وثقافية وفكرية بأسلوب سلس يلامس اهتمامات القارئ اليومية.
تمتاز بأسلوبها العفوي الذي يدمج بين الطابع الشخصي والتعبير الحر، مما يجعل التدوينات قريبة من القارئ وواقعية. كما تحرص على طرح أفكار جديدة ومناقشة قضايا مجتمعية بطريقة مفتوحة للنقاش.
من خلال مدوناتها، تسعى مها أحمد إلى مشاركة الأفكار والخبرات وتبادل الرؤى مع الجمهور، لتجعل من التدوين مساحة للتواصل والإلهام.