رواية (انحراف حاد) الخطاب الديني داخل النص للروائي أشرف الخمايسي 

 

بداية أقول وأكرر دائما بأن الروائي ليس مجرد حكاءً للحواديت للتسلية، وليست غايته أبدا هي أن ينقل الواقع ويسجله كما هو، بل إن الرواية من الأدب، والأدب من مصاديق الفن، والفن له فلسفته الخاصة المحددة لماهيته ووظيفته وأغراضه… ، ولذلك لا يكون فنانا أبدا ذاك الذي لم يكن لديه فكر ولا رؤية ولا خيال ولا فلسفة حياتية ولا مهارات وتجارب… إلخ، فالكاتب الشفاف الذي تمر من خلاله الفكرة والموضوع لا يقدم لها أثرا فهو غير موجود بين الفنانين الحقيقيين، بل ينبغي أن تمر الفكرة والمعنى من خلاله فيَعْلق بها مهارات وفلسفات وآراء وأمور خاصة للكاتب تميزه بها ويضيف بواسطتها لينقل تجربة إنسانية للناس في قالب جميل من اللغة والبناء الفني يداعب الوجدان ويثيره الشعور الجمالي،

الروائي محمد اسماعيل
الروائي محمد اسماعيل

ويستفز العقل كذلك بتقديم طروحات وتساؤلات ووجهات نظر، هذا المضمون الدافع والذي به ينتقل الروائي لعملية التخييل لخلق واقعا موازيا ليعرض للعالم الإنسان من خلال الشخصيات، والملابسات الحياتية من خلال الأحداث والحبكة، فيقدم صورة الإنسان والحياة من الواقع ليحولها للشخصية والحبكة في الكتاب، وهنا عزيزي القاريء يضع التلسكوب الرؤيوي الخاص به على المنطقة المستهدفة ليمنحك معرفة ما، فالفن وجه الفلسفة الآخر، والسرد من روافد المعرفة، والفرق بين ذلك كله وبين الأسلوب العلمي هو أن يجعلك تعيش بتفاصيل الإنسان ومحيطه، وتحس به بعمق وتجربة في عالم الخيال، إذ العلوم لا تهتم بالإنسان المكتشف بقدر اهتمامها باكتشافه بشكل علمي جامد، بينما الفنون تتناول الإنسان من ناحية مضادة لاهتمام العلوم، وعلى ذلك يتميز الروائي المحنك صاحب الفكر والذي منه يتولد أسلوبه الفني الذي هو ملازم للفكر معبرا عنه. 

بعد تلك المقدمة أحببتُ طرح بعض التساؤلات التي وردت في رواية انحراف حاد للروائي اشرف الخمايسي، والمناطق الدينية التي وطأت أقدام الشخصيات أراضيها بين السياحة والاكتشاف وزرع الألغام. 

وكذلك إصرار المؤلف وتأكيده على قيمة استخدام العقل، ورفضه لفكرة (البهللة) كما أسميها وهي الاتباع المفتقد للتعقل والذي يدفع للصراع بدلا من التجديد والإبداع، وبالطبع لم يقصد المؤلف مواطن الاعتقاد بل أشار لمكمن ومنبع مشكلات العقل العربي الإسلامي وهو الجمود والتحجر، والذي به يتم إلغاء دور العقل لتأتي النتيجة الحتمية وهي رفض الجديد دائما. 

تُعتبر شخصية (صنع الله) هي الشخصية الأكثر غموضا بالرواية، والتي رسمها المؤلف داخل لوحتها الأسطورية الميتافيزيقية، فلا يخضع لمنطق الواقعية والعقل بينما يرسخ لمفهوم العقل داخل الرواية بتقلده سلطوية ما تجعله يضع رجال الدين الإسلامي والمسيحي موضع المحاكمة، شخصية ثائرة على حفنة مفاهيم دينية لمصطلحات تحمل دلالات هي أعمق من دلالاتها المتوارثة في عقول الناس حتى أضحت مادة تعاسة للإنسان من جهة، ومن جهة أخرى تعطي صورة غير جيدة للمتعقلين عن الدين. 

الروائي أشرف الخمايسي
الروائي أشرف الخمايسي

ولا شك الهوية الدينية والعربية بين ثقافة الماضي (التراث) و الحاضر في ظل ثقافة المستبد الغازي (الحضارة الغربية) باتت محل اهتمام فكري كبير، يظهر في اطروحات المفكرين العرب بداية من (رفاعة الطهطاوي) وهو يبحث عن{كيف التمسك بالهوية الدينية والحفاظ عليها وقت اللحاق بركب الحداثة الغربية؟}، وكانت نهضة فكرية انبثقت منها محاولات كادت أن تجعلنا على مشارف الحداثة، لولا الاستعمارات الانجليزية لبلادنا والتي حولت معها دفة الفكر الديني لفكر قومي وعربي بداية من (جمال الدين الأفغاني) وطروحاته وهو يحاول الإجابة عن {كيف نتخلص من الاحتلال؟}،

فتحولت الدفة الفكرية بعيدا عن ركب الحداثة والنهوض ونجح المخطط الغربي، ثم توالت محاولات على أيدي مفكرين وأدباء تعرب عن مادتي الفكر الملازم وقتها حول الهوية الإسلامية في مقابلة الحداثة الغربية المصادمة، وحول الهوية العربية في مقابلة الاستعمار، مرورا بحركة الوحدة المصرية والوحدة العربية ومفهوم القومية الذي تنبأ بحدوثه بداية السبعينيات الفيلسوف (جوزيف توبيني) وحذر الغرب من الوحدة العربية، كانت تطلعات العرب والمسلمين عالية إلى أن أنهكتها حروب 1948،1956،1967.

ليشعر العربي بافتقاده للهوية وتوهانه وحيرته بين ثقافتين، عالقا بالمنتصف يعبر عن ذلك تارة بفوقيته على التراث، وتارة برضاه المطلق عن الحداثة الغربية، وتارة بالبكاء على اللبن المسكوب والعويل خصوصا في نتاجات الأدباء، ثم علت مطالباتهم بتجديد الخطاب الديني للجمع بين اماضي والحاضر وهي دعوة بدأها الإمام (محمد عبده) ثم ألى تلاميذه الذين ذهبوا في ذلك مذاهب متنافرة بهد ذلك، ويبقى التساؤل حول العقل والنقل، حول العلم والدين، واستفحلت الثنائية الضدية والهوية في نتاجات المبدعين والمفكرين والفلاسفة العرب والمسلمين، وفي هذه الرواية التي بين أيدينا أراها صيحة متمردة، وحيرة،

ورغبة في الوجود وتحقيق الذات، من خلال بناء فني روائي متشعب المواضيع الملتقية بالنهاية في وحدة واحدة وهي ما ألخصها ب(محاكمات لمفاهيم الدين الحاكمة) حيث أن العقل العربي المتمسك بأصولية بتلك المفاهيم واستخدامها كمادة كسل وقعود ونوم مرتفع الغطيط، هو ما يحول دون تحقيق أي نهضة حداثية تُذكر، تهيدنا كعرب ومسلمين لمجدنا الأول والذي به بُنيت حضارة الغرب المادية، ويزداد الصراع والشعور بالشقاء والقهر لدى المواطن العربي بين تراثه الأصيل بما يحويه من معتقد ديني وبين حداثة وحضارة تصادمه في ثقافته ودينه غالبا في وقت أنه يحتاجها بشدة إذ يعيش عالة عليها، وكل يعبر بطريقته في فضائه وحقله،

ويحلق برؤيته بحسب وعيه، ويشير بالاتهام تجاه ما يراه سببا في الانحدار والانسداد التاريخي، والاستعصاء على التغيير، فترجع القضية بالتساؤلات إلى مناطق وجودية والسؤال عن القدر والحكمة والدين وموقفه من العلم وأشياء كثيرة، تعالوا نطبق هذا على نص (انحراف حاد)  وهي رواية تبدأ بمشهد سيارة ميكروباص يركب فيها شيخ وقس وبعض عناصر من فئات مختلفة من المجتمع، لكن باب السيارة لا يريد أن ينغلق كي تنطلق السيارة، ويبدأ النص بأول خطواته نحو الخطاب الديني بمحاولة الشيخ بالبسملة والدعاء، بينما القس يتمتم بكلمات دينية مسيحية ممسكا بالصليب، كل هذا كي ينغلق الباب ويبدأ المحرك بالعمل، وهي بداية رمزية قوية لمجتمع يمنعه إجراء مهم من الانطلاق، يحتاج لعقل وخبرة، بينما اكتفى مواطنوه بالارتكاز على الروحانيات، ثم إذا فشلوا فيعودون لمفهوم القدَر، وإذا ساءت حياتهم كنتيجة لذلك فهم يتصبرون بالعبور من خلال الموت لجنة الخلد، وهذه التيمات (العقل، الاستسلام والتبرير، الموت، الخلود) هي ما ارتكز عليها المؤلف كي يطرح فكرته. 

في <صفحة 125>

سأل (حميد المجري) عن القدَر؟، فأتى جواب (صنع الله):

[ هي ذريعة ابتدعها الإنسان ليعلق عليها خيباته، وسوط مقدس في يد سلطان غاشم يسوق به قطعان الخائبين إلى توهم الرضا]

ترسيخ مفهوم بأن الله لا يفعل الشر وأن الإنسان مسئول عن أفعاله، ففي <صفحة 127>

وذلك حين سأل (صنع الله) قائلا ل(حميد):

[ من وهبك سوسن؟، فقال له: الشيطان يا مولانا. ]

 

وهذا الجواب لأنه تأثر بفكر (صنع الله) في أن الله لا يفعل الشر بل الإنسان، حيث أن (سوسن) فتاة مثيرة قضى معها ليلة ساخنة. 

ويتضح أيضا من خطاب (صنع الله) أن لزوم وجود الشيطان هو من دواعي وجود اليوم الآخر، في حواراته مع شخصية (حميد) وهو الشرير البلطجي الذي تضيء بداخله نقطة ضوء يلتقي بواسطتها مع (صنع الله)، ولكي يمرر المؤلف تساؤلاته الصادمة بسلام ليرد عليها على لسان (صنع الله) جعل لها شخصية مرسومة بدقة وهي (حميد المجري) إذ من المنطق أن تثار مثل تلك التساؤلات الصادمة والساذجة والتي تحمل في مضمونها دهشة تخترق حجاب المألوف، وهو الذي يدفع (صنع الله) للإجابة،فمثلا يقول:

[ كما أنه ليس هناك شياطين، فليس هناك آخرة]

[اليوم الآخر أداة للظلم التي حوّلها المقهورون إلى أمل في العدل]

[لماذا خلقتَ الإنسان في كبَد وقد كنتَ من الممكن أن تخلقه في راحة بال؟!]

<ص149>

يتمتع الخطاب الديني في الرواية بالجمع بين التساؤل الفلسفي وبين الدعوة للغوص العقلاني للكشف عن الجواب، فتارة يسأل (صنع الله)، وتارة (حميد) بل ربما تطرح الشخصيات الأخرى سؤالا ساذجا دينيا لكن فيه باب للنظر، مثل تدخلات السائق داخل الميكروباص قائلا:

[ وماذا لو كان الله هو المشكلة؟]

وفي موضع آخر:

[ ازاي الأنبياء مش سبب المشاكل وكل واحد جه لأمة تؤمن به وتتعصب له وتعادي اللي قبلها واللي ممكن ييجي بعدها؟!]

وتأتي الإجابة أن الأنبياء:

[ …وحَدوا الجماعات الضالة، آمنوا بمن قبلهم، وبشروا بمن بعدهم، ونشروا الخير والجمال]

وهذا يخالف مفهوم التعصب والعداوة، فليس هناك داع لعصبية يؤمن بمن سبق ويبشر بمن لحق، ثم تأتي الحكمة مستعلية رأسية في موضع آخر لترد بقوة وهي تدعو للتعقل والعمق، فيقول (صنع الله) :

[ لماذا لا تضربون رؤوسكم في عمق المعاني؟، لماذا أنتم على الضفاف الآمنة دائما؟، ليس هنا سوى حبات الرمل، بينما هناك حبات اللؤلؤ]

وهي إشارة للحقيقة المتطلبة لأن يغوص المرء لا أن يستسهل الوقوف على البر في أمان مزعوم، بينما الأمان في فهم المعنى (حبات اللؤلؤ) بينما أمان العامة المزعوم هو (حبات الرمل) 

ثم يطرح المؤلف إشكاليات الإنسان والوجود، وكأنه في سياق الحديث يعزو مشاكل الوجود لخالقه! 

فيعترض السائق على القدَر في حواره مع زوجته، قالت:

[ لنا رب اسمه الكريم]

فكان جوابه: [ اهو الكريم دا له تلات سنين مش عاوز يجود علينا بحتة عيل! ]

<ص162>

لكن في <ص172>، تأتي دعوة (صنع الله) كأنها ترد على ما طُرح من تساؤلات قبلها بقوله ل(حميد):

[ تنال الخلود بتمام معناه إذا استطعت الصبر على قطع المسافة من الانتظار إلى النظر]

وتأتي مناجاة تعرب عن رغبة الفهم والحيرة مع رغبة التمسك بالإيمان:

[ أنا يارب مش قصدي اشكك في قدرتك أبدا، ولا في حكمتك، بس الفهم عندي ناقص، أنا بس عاوز افهم]

<ص 195>

فيتضح طرح السؤال المشكل ثم الإجابة بحكمة وتفلسف لا يفهمه الإنسان البسيط، ثم يعود الإنسان البسيط لأصل إيمانه واعترافه أن الفهم عنده ناقص في مقابلة علم الله وحكمته، وهذا التسلسل والربط يبين لك الصراع الكامن داخل عقل الإنسان الواحد في الحقيقة، والذي يتحلل داخل السرد ليكون أكثر من شخص في تنافر عجيب، فهو حكيم، وجاهل، وحامل للشر. 

يرتقي الخطاب الديني بالسرد من المقادير إلى النظر في الوجود، فيطرح التساؤلات حول ماهية العقل في فهم الرب، فيسأل (صنع الله) سؤاله الأهم:

[ أي الآلهة أعظم؟، إلها يخلق خلقا عاديا أم خلقا عظيما يأتي بالمعجزات؟!]

ثم يفسر كنه سؤاله في موضع آخر قائلا:

[آدم هو المعجزة الربانية، وكل ما يفعله آدم هو معجزة الإنسان]

[آدم فكرة إلهية، والله لا يميت فكرته]

ثم بصرامة وتحد يقول(صنع الله) :

[ أتظن أيها الجهول أن الله خلقك ليلهو بك؟، لتكون دُميته التي يسعدها إن أطاعته، أو يشقيها إن تمردت؟، هذا شيء لا يفعله والد بولده، ولا يفعله حيوان بخِلفته، أهذا هو قدْرُ اللهِ في عقلك أيها الظلوم الغشوم؟]

 

ويأتي حوار (صنع الله) مع الشيخ (غريب) :

[ حبيبي محمد قال لي (اقرأ)، وقال بأنه بُعث معلِّما، ولعن الذين يمجدون المعتقدات لا لشيء سوى أنها معتقدات الآباء، وأمر بالتفكير والتدبر]

وفي موضع آخر:

[ لقد اختار أخي محمد مباركة أخي إبراهيم  في صلواته الخمس؛ لأنه الوحيد الذي اهتدى إلى الله بعقله، ولم يرث معرفة مشوهة عن الله… ]

ثم بموضع آخر:

[ …لو آمن الناس بهذه الفكرة لتحول الإيمان لسياط تلسع ظهور العلماء ليهرولوا نحو الاكتشاف العظيم… ]

 

ومن العقل وفهم القدر وارتباط ذلك بوجود الإنسان ينتقل المؤلف لمعنى الموت والخلاص من الحياة، والذي يتفق مع نهاية الرواية حيث انحراف السيارة عن الطريق لتستقر بعمق النهر ويموت الجميع، ولذا في تتمة الجملة:

[ ليهرولوا نحو الاكتشاف العظيم، فك شفرة الموت والوصول إلى الخلود]

 

{ لي بمقال سابق على صفحتي ب فيس بوك عن نفس الرواية حديث عن التيمة الواضحة في أعمال (الخمايسي) وهي الموت، وبالمقال استعرضت جوانب أخرى وشخصيات فيها ذات مغزى. }

 

في <ص195>

[ عندما يتخلص الإنسان من الموت ستنتهي كل الجرائم… ]

أطروحة أخرى تعني أن سبب مشكلات الإنسان هي معرفته بالنهاية، ولذا وُجد التنافس والتهالك، ولو عرف الإنسان بالخلود لاستقرت نفسه ولم يكن بينهم صراعات! 

 

{وهنا السؤال يطرح نفسه:

كان آدم في جنته خالدا فلماذا عصى وبدأ إشكالية الوجود بمعصيته؟، ولماذا كان يبحث عن خلود وهو خالد؟

هذا السؤال مني لك عزيزي القاريء لتبحث.}

 

بعد هذا الطرح يأتي ثانية بموضع آخر في حوار بين شخصيتين ثانويتين:

[ …الأسى ووجع القلب، كل البلاوي دي موجودة عشان الموت ياعم شبانة]

 

ليكون الرد:

[ إذا كنا يادوب هنعيش خمسين أو ستين سنة والقلق راكب قلوبنا وخايفين من اللي جاي، هنعمل إيه في نفسنا بأه لو عرفنا اننا مش هنموت أبدا؟، لازم نموت عشان ربنا يعجن الطينة تاني على نضافة]

 

وعن مفهوم الخلود بعد الموت يأتي التساؤل بتدخل العقل:

[هل يقبل عقلك أن تكون بوابة الخلود ليست سوى قبر؟، وأن البقاء الأبدي يبدأ بتحلل مهين؟!]

 

وبنفس المنطق في السؤال تتولد إجابة تنبثق منها تساؤلات جديدة:

[ كما كانت النطفة المذرة بوابة وجودك أيها الشيطان! ]

 

وعن بحث الإنسان عن الخلود:

[إذا غلب الإنسانُ الموتَ سيتطوع له المستحيل]

 

في موضع آخر يقول (شبانة) :

[ إن خلودا يصنعه الإنسان هو خلود مقيت، ولابد أن يعود الإنسان إلى التراب]

 

وبموضع آخر يقول(صنع الله) :

[ لقد كره المسيح صليبَه، وضايقه الألم حد الشكوى]

 

إنها دعوة للتحرر مما يبدو أنه من المُسلمات، ذاك هو الخلود بالرواية، والموت الحقيقي هو الجمود والتخشب، كما رمز عنف (صنع الله) مع القس والشيخ لرغبة المؤلف الملازمة للا وعيه بالثورة والتجديد. 

 

وهكذا الخطاب الديني في رواية (انحراف حاد) يستعرض المؤلف فيه صراع القلب والعقل، والذي يصرح به صراحة قائلا على لسان(صنع الله) :

[ ما الإيمان سوى صراع دائم بين العقل والقلب، والرابحون فيه هم أهل استفتاء القلب]

 

تكمن براعة (الخمايسي) في إبداعه بالأخص، كيف يمسك بزمام فكرته دون إفلات، فيطرح التساؤل المثير بموضع ثم يجيب عليه بموضع آخر بحسب الشخصيات داخل الرواية، وكيف بشكل فني يسبك ويصيغ جُمَلهُ الحاوية للمعنى في قالب الحكمة التي تنطلق لتستقر في دائرة المأثورات!، وكان يمكنني الاستزادة من بحر إبداعات هدير السرد لكن خشية الإطالة اكتفي بالإشارات المذكورة.

اقرأ أيضا:

جوائز أدبية عربية وتباين قيمتها لدى الأدباء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *