جوائز أدبية عربية وتباين قيمتها لدى الأدباء

جوائز أدبية عربية وما قيمتها لدى الأدباء

جوائز أدبية عربية ماذا تمثل للكاتب؟ وما قيمتها لدى الأدباء ؟ ..
الجوائز التي تُمنح للأديب هل قيمتها في معنوياتها أم المادة أم في الانتشار والشهرة الذي تمنحه الجائزة للكاتب ؟!

تباين الآراء في تحديد قيمة الجائزة الأدبية

تباينت الآراء حول الإجابة، فمنهم من يرى عدم نزاهة الجوائز التي غالبا تكون مسيسة ومنها نوبل العالمية، والبوكر العالمية للأدب العربي كأكبر جائزتين التصق بهما هذا الاتهام.

ومنهم من يرى بأن الجمهور والمجتمع الحالي يحتاج لأن نحصل على الجوائز ليقرأ الجمهور وينتشر الكاتب….فالناس يحبون البروباجاندا كحدث يعطي القيمة الحقيقية الذاتية، ولذلك نحن نسعى للحصول عليها.. كي يُعترف بنا رغم أننا نعترف بأنفسنا لا شك، فهو سلوك لابد منه تكيفا مع الواقع.

رأي آخر يفضل التجرد من الرغبة في جوائز أدبية عربية

ومنهم أيضا يرى أن مقاطعة تلك الجوائز دليل التجرد والإيمان بالذات، فلسنا نحتاج لجائزة من هنا أو هناك كي يقال عنا كلمة ثناء، ربما ممن لا يُقدر ما نكتبه ونقدمه من إبداع، والمبدع الحق يقدمه إبداعه لا الجائزة، وهنا يكون الأصل في نتاجنا لا في شيء عارض آخر ..

المبدع ينبغي أن يتجرد بإطلاق فلا يهتم ولا يرى أي شيء إلا أن يبدع، يبدع فحسب، ولا يفكر في أي شيء آخر…

الجائزة في مقابل المال

بينما بعضهم متسامح مع نفسه وصريح، يقولون:
لا نرغب في الجوائز إلا لأجل المال وأن الذي يحدد قيمة الجائزة هو قيمتها المادية فقط .

ربما حياتهم المادية الصعبة تدفعهم للبحث عن جائزة سيما خليجية، تمنحه ثلاثين أو عشرين ألفا من الدولارات، ولذا هو يبحث عن جوائز معينة معروفة بفلوسها الحلوة.

والبعض يقول: التقدير حلو ويدفع للاستمرارية دون إحباط، لذلك الجوائز اعتراف بي ككاتب، لأن كثيرين ليس لهم في الكتابة يظنون أنهم كبار الكتاب!

تصريحات أشرف الخمايسي عن جائزة البوكر للرواية العربية

كاتب روائي مثل أشرف الخمايسي يصرح ويقول مثلا بأنه لما وصل للبوكر كان محتاج ال60.000 دولار بس مش أكتر….

ولما سؤل الكاتب الروائي حمدي أبو جليل عن ماذا يحب في الجائزة قال: فلوسها طبعا… وكثيرون هكذا…

هذا أمر واقعي ولا سيما معاناة الكاتب في الدول العربية الفقيرة أو التي لا تقدر ولا تراعي الكتاب مطلقا….
ولذلك لا يهتم من يهتم بفلوس الجوائز بمسابقات مصرية لو فاز فيها أحدهم أعطوه ألفين جنيه ربما ثمن البدلة وتكاليف سفره وانتقاله للتكريم!!

رأيي الشخصي بأن الجميع محق…. الجميع يقول صدقا، وكل منهم حسب دوافعه ومدى احتياجه، لأن من الطبيعي جداً أن يهتم الكاتب بقيمة الجائزة المادية لأنه يقتطع من وقته وقوته وجهده لأجل الثقافة والنتاج الأدبي المعبر عن عقل الشعوب الجمعي والذي يرفع أو يخفض أمة بأكملها….

الروائي أشرف الخمايسي
الروائي أشرف الخمايسي

قيمة الأديب في المجتمع الذي لا يعرف فضله

فكثير من الناس لا يفهم ما معنى أدب وفي أي شيء يؤثر، وما إسهاماته في بناء حضارة تفتخر بها السلطة التي لا تبدع ولا تعين الكاتب بل ربما تضيق عليه!!

فليس الكاتب الشبعان المُترف كالكاتب الذي يقضي جل يومه يبحث عن عمل، أو يقضي ساعاته يفكر في مصاريف عياله وكيف يوفر لهم عيشا كريما؟!

وفي النهاية الكل مشكور لأن نتاجه في الأخير يكون واجهة للبلد معبرا عن الناس وأحوالهم متكلما عنهم مؤثرا في الحياة فردا ومجتمعا…

تابع الدراسة النقدية لرواية :  دراسة نقدية لرواية ذوات مهملة معرض الكتاب 2021 للكاتب محمد اسماعيل

المبدع يصنع الجائزة وهي لا تصنعه

وأنا مع الرأي بأن الجوائز لا تصنع مبدعا من ذاتها، بل المبدع بذاته حتى لو لم يحصل على جوائز..هو من يصنعها.

فعندما مُنحت نوبل للسلام للرئيس السادات كان بطل حرب وسلام، ولما مُنحت لمناحيم بيغن لم تجعله بطل سلام بل ظل في وعي الناس سفاحا .

الروائي محمد إسماعيل
الروائي محمد إسماعيل

للمزيد تابع مراجعة رواية : روايات معرض الكتاب 2021 مراجعة رواية خائفا يترقب للروائي رضا الحمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *