سعاد مصطفى تطرح روايتها الضلع السابع معرض الكتاب 2021

سعاد مصطفى تطرح روايتها الضلع السابع معرض الكتاب 2021

مازالت سعاد مصطفى تطرق الأبواب المغلقة بشدة دون هوادة لاكتشاف العنف الأسري… والعنف ضد المرأة والبنت داخل المجتمعات،  حيث يكون العنف مبررا تحت إطار الشرعية فلا تجد الضحية معينا ولا يستطيع حينها الإنقاذ أن يتدخل.. بل يكاد يكون المنقذ هو ضرب من الخيال أو شخصية من شخصيات الروايات..

(الضلع السابع) للروائية المحاربة وراء قضايا المرأة المعنفة سعاد مصطفى.

التعريف بالكاتبة سعاد مصطفى

تخرجت الروائية سعاد مصطفى في كلية الآداب قسم الاجتماع شعبة إعلام… في تخصص الإذاعة 2011 من كلية البنات جامعة عين شمس.

ثم حصلت على تمهيدي ماجستير منها أيضا، وحصلت على دبلومة عامة فى التربية من مركز التأهيل التربوي جامعة الأزهر بالمنوفية.

أصدر لها بعض الروايات مثل :

  •  تزوجت ساديا 2016.
  •  رواية ملامح روح عن دار زحمة معرض الكتاب 2017.
  •  ثم رواية أفعى العرش صدرت 2019 عن دار ديير للنشر وهي فانتازيا تاريخية.
  •  رواية أورنيلا فانتازيا تاريخية أيضا و صدرت 2020 وتعتبر الجزء الثاني لرواية أفعى العرش.
  •  ثم رواية الضلع السابع معرض الكتاب 2021 .

سعاد مصطفى ورواية الضلع السابع معرض الكتاب 2021

اعتادت سعاد مصطفى أن تواجه القضايا الشائكة في حياة المرأة بالأخص.. وأن تناقش الأمور التي ربما تظل دوما في طي الكتمان..

لم تقصد سعاد أن تخوض تلك القضايا من باب الجرأة والشجاعة فقط.. بل اعتقد أنها آثرت أن تتبنى الدفاع عن الضعيف.. وتنطق بالحديث المسكوت عنه، وأن تواجه كل ما يعتبر من المحرمات وأن تتحدث عنه …

لكنها أرادت التحدي من أجل أن تقف بجانب الضعيف والمقهور..
أضافت الكثير من المعلومات من  خلال مناقشتها للقضايا النفسية بداخل الروايات وما يتعلق بها من ملابسات وأحداث و شخصيات..

وكانت تزوجت ساديا هي الرواية الأولى التي جعلت الجميع يبحث عن معنى (السادية) وما هو؟ وما هو الشخص السادي ؟
وكيف تتحمل فتاة رقيقة الحياة مع زوج سادي ..ومن خلال أحداث الرواية الصاخبة.. عرضت سعاد مصطفى الأعاجيب التي تتعرض لها زوجة لزوج سادي والتي تعيش علاقة سامة تجعلها مقهورة بحاجة إلى الإنقاذ.

سعاد مصطفى ومشكلة نفسية جديدة في (الضلع السابع)

أثارت سعاد في رواية الضلع السابع هاجسا نفسيا جديدا.. وهو فوبيا اللمس التي أصيبت بها بطلة الرواية جراء العنف الأسري والتعذيب الذي تعرضت له طوال حياتها، فكما تعرضت بطلة رواية تزوجت ساديا إلى مواجهة الشخصية السادية وهي نوع من الشخصيات المريضة..

السادية هي إيجاد المتعة واللذة في إيذاء الآخرين وترهيبهم سواء نفسيا وجسديا، حيث تعاني البطلة من مواجهة الزوج السادي.. وتقطع رحلة طويلة من العلاج النفسي لإعادة تأهيلها في ما بعد لتتخطى ما حدث لها.

أما في رواية الضلع السابع فقد تعرضت سعاد مصطفى لمزيج من الأمراض النفسية..
فالبطلة عانت من فوبيا اللمس وهي نوع يعتبر غير مشهور من أنواع الاضطراب التي تجعل التلامس شيئا مثيرا للذعر، لا نقصد باللمس هنا بين رجل أو امرأة فقط.. بل اللمس عموما حتى لو كان الشخص الذي يلمس من أحب الناس إليه.

مريض الفوبيا لا يفرق بين اللمس الذكوري الذي يعول عليه التحرش وبين اللمس العابر للأشخاص أو حتى اللمس العادي من باب المحبة والحنان بين أفراد الجنس الواحد، يعاني مريض فوبيا التلامس من الخوف الشديد بمجرد لمس شخص له… وتزيد معدلات ضربات القلب ويزيد التعرق، تشتد الهبات الساخنة يليها شعور بالوخز أو القشعريرة ثم يتلوها غضب أو اكتئاب و بكاء حاد أيضا.

وتحدثت الرواية عن نوبات الهلع أو (البانك اتاك ) أيضا هي اضطراب مرضي يؤدي إلى حدوث العديد من الأعراض أثناء هجمة الهلع وتشبه كثيرا أعراض اضطراب فوبيا اللمس .

ومن أهم الأسباب التي تتسبب في فوبيا اللمس ونوبات الهلع هي التعرض للتحرش الجنسي أو الاعتداء الجنسي، وأيضا قلة الثقة بالنفس مع وجود عامل وراثي والخوف من الاتساخ الذي يتطور إلى الوسواس القهري.

ظهرت الأعراض على (خذلان) وهي بطلة الرواية التي كانت اسما على مسمى حيث نالت حظا وافرا من الخذلان من المجتمع ومن الأب والأم والجميع …. حتى تعودت على ذلك و تقوقعت في غرفتها وحياتها تعاني من فوبيا التلامس و فوبيا الخوف من الاتساخ التي سيطرت عليها نظرا لمآسي حياتها التي تعرضت لها مع والدها الماجن السكير الذي كان يختلط عليه الأمر فلا يكاد ويفرق بين زوجته وبين بنته.

خذلان تعرضت للقهر والعنف والتحرش الجنسي ونتج عن ذلك الخوف من المجتمع والناس والحياة.

رواية الضلع السابع معرض الكتاب 2021

رواية الضلع السابع للكاتبة سعاد مصطفى ستكون في معرض الكتاب 2021 لهذا العام عن دار النشر: ديير للنشر والتوزيع، سوف تجدها في صالة 2 جناح A31.
المعرض مقام بالقاهرة من 30 يونيو حتى 15 يوليو بأرض المعارض في التجمع الخامس.

وكما سبق القول بأن سعاد مصطفى عادت وبشدة إلى قضايا العنف الأسري التي تحب أن تواجهها وتبرزها للمجتمع، في محاولة لمواجهة الأخطاء المدفونة..
تميزت الرواية بسرد جميل ورقيق مع الحفاظ على اللغة العربية البسيطة السهلة والمحببة إلى نفس القارئ .
الأحداث تتوالى بشكل منظم مع توالي ظهور أبطال الرواية، وتلاحم الأبطال بالأحداث بسلاسة وجاذبية.

الكاتبة استطاعت أن تجسد مواقف العنف بدقة وبالتفصيل، حيث تشرح لك الآلام …فتحس بها كأنك عشتها وعاصرت الموقف، الكاتبة جريئة في المشاهد القوية الخاصة بالتحرش أيضا.. الأب السكير الغائب عن الوعي الذي يظن أن ابنته هي زوجته مختلطا عليه الأمر بسبب تعاطي المخدرات والسكر….

فبرغم صعوبة المشهد والموقف إلا أن الكاتبة جعلت الأب يمارس التهجم وهو عاطل العقل والإدراك أثناء تناوله الحبوب المخدرة والمشروبات الروحية.. حيث تشعر أن هناك رغبة ملحة من الكاتبة في الحفاظ على بعض من أبوة الوالد.. وعدم التخلي عنها كلية مثل رواية..( لا تخبري ماما) للكاتبة البريطانية توني مغاوير والتي ناقشت نفس القضية بشكل أكثر عنفا.

مؤلفات الروائية سعاد مصطفى

تميزأسلوب سعاد مصطفى دوما بالوصف الدقيق وتجسيد الموقف بكل تفاصيله.. وما يشتمل عليه من أحداث ومشاعر، تشعرك سعاد بزوايا المكان الذي تقص منه الحكاية.. كما أن الأعمال تذخر بالمشاهد المتتالية.. والأحداث المرتبطة.

سوف نستعرض الآن روايات سعاد مصطفى والتعريف بكل منها :

  •  تزوجت ساديا رواية تناقش العنف الزوجي تقص حكاية فتاة يتيمة تم زواجها ثم هاجر أخوها الوحيد إلى ألمانيا ووقعت فريسة لزوج سادي ..حيث أصبحت وحيدة بدون دعم العائلة و يتم إنقاذها عن طريق البطل الذي يربطه بزوجها علاقة عمل، وهنا تكون العقبة العقد النفسية التي تسببت بها مرارة التجربة للبطلة..و التي تستطيع تجاوز كل هذا عندما أحاطتها صدق المشاعر الجميلة للبطل الذي يعكف عليها حتى شفيت بعد تجربة مريرة.

الرواية ناقشت الشخصية السادية المرعبة التي تعتبر على رأس العلاقات السامة التى تفسد حياة الآخرين، رواية تزوجت ساديا هي عن قصة واقعية حيث قامت الروائية سعاد مصطفى بالتصريح أنها قصة حقيقية … وهذا ما زاد الرواية شهرة وصدقا.

  •  رواية ملامح روح وهي رواية اجتماعية رومانسية تحمل العديد من القصص التي تلمس القلب.. وربما وجدت قصتك الشخصية بين أروقة ملامح روح، تناقش الرواية العديد من المشكلات الاجتماعية مثل : الفشل، والتفكك الأسري، والخيانة الزوجية، كل المشكلات التي تناولتها الرواية في إطار رومانسي .
  •  رواية الضلع السابع اعتبرتها سعاد مصطفى الجزء الثانى لسلسلة روايات تهتم فيها بقضايا العنف ضد المرأة فهي مكملة لرواية (تزوجت ساديا) .
  • الضلع السابع هي رواية اجتماعية تناقش العنف وتأثيره على سلوك المعنف.. والذي يؤدي إلى ظهور العقد والأمراض النفسية التي يعاني منها كل من تعرض للعنف الأسري .
  •  رواية أفعى العرش هي رواية فانتازيا تاريخية تدور الأحداث عن ثلاث ممالك مملكة الأرثا وهي تمثل الثروة، ومملكة تمثل المتعة، و مملكة تمثل الحكمة.
    ولكن عندما تجتمع الثلاث معا فإنه يدور الصراع الذي تقوده الثروة… وتزهد فيه الحكمة، أما المتعة فترتبط بالألم، حينها تصبح الحرية والكرامة والعدل عبارة عن مفاهيم لا معنى ولا قيمة لها.
  •  رواية (أورنيلا) فانتازيا تاريخية وهي الجزء الثاني من رواية أفعى العرش، حيث تحدث في الزمن الذي يسبق الزمن في رواية أفعى العرش أورنيلا هي بطلة الرواية و سميت على اسم البركان الذي منح المدينة العديد من الثروات حيث تدور الأحداث في مدينة خلصها أحد الأذكياء من مأزق شديد.. وبعدها أصبح حاكما عليها وأطلق على نفسه لقب المبجل ثم وضع لها دينا وقانونا وقواعد جديدة للحياة.
    واستطاع أن يحكم قبضته تماما عليها، ونصب أخوته الاثنين خداما للرب.. والأحداث تدور عبر الصراع على السلطة والعدالة والحب.

اقتباسات من رواية الضلع السابع معرض الكتاب 2021

إن رواية الضلع السابع والتي تستكمل سلسلة الروايات الاجتماعية التي أطلقتها سعاد مصطفى والتي تناقش قضايا العنف الأسري والأمراض التي تنشأ منها… تعتبر من أجرأ الروايات التي ناقشت قضية العنف ضد البنت من خلال أبويها، حيث أن الوالد وهو سائق مدمن على الخمر والمخدرات مارس على بنته خذلان جميع أنواع العنف والتعذيب فقط لينتقم من أمها، حيث لم تجد خذلان من أمها حماية أو دعم وتركتها تواجه المصير المحتوم ونفذت هي بجلدها هاربة .

أحداث مثيرة حتى تصل خذلان إلى بر الأمان ثم يتحول اسمها إلى اسم آخر… ينافي ذلك المعنى الحزين ويناسب الشخصية الجديدة للبطلة بعد التعافي، وهذه بعض اقتباسات الضلع السابع:

  • استدرتُ ونظرتُ إلى نفسي في المرآة، رأيتُ الخدوش والكدمات بوجهي، وشعري الذي يغطي كتفي، تذكرت جملته وصوته البشع وهو يردد:
    – أحب شعركِ الطويل.
    ارتجفتُ وأغمضتُ عيني، وتمنيتُ أن يكفَّ ذلك الصوت عن التردد بأذني، كنتُ أشعر أنني سأدخل في نوبة هلع جديدة، فحاولت التنفس بهدوء وفتحت عيني، فلمحت أداة الحلاقة موضوعة على أحد الرفوف، ضغطتُ على الزر فاشتغلت، وجهتها إلى شعري بعشوائية وراقبته يسقط إلى أسفل بجوار قدمي، كان صوته القذر يخفت بأذني أمام صوت الآلة.

 

  • فتحتُ عيني، كان قد مضى وقت لا أعلمه، كنتُ متعبة، بشفاهٍ متورمة وجسد ممتليء السحجات والكدمات، ومثانة تكاد تنفجر، زحفت على الأرض، بصقت الدماء التي كانت تملأ فمي وحاولت النهوض تجاه الباب، استندتُ عليه ببطء وجسدي يئِن من الألم، حاولتُ فتحه لكنه كان موصدًا، صرخت بها: ( أمي .. افتحي الباب) بعد قليل سمعتُ صوتها تخبرني بهدوء أن الباب مغلق والمفتاح معه، كنتُ أحتاج إلى الحمام بشدة فتوسلتها (أرجوكٍ، افتحي الباب ،أحتاج إلى دخول الحمام)
    صرختْ بي (هل أنتِ غبية؟! لا مفتاح لديَّ ، إن حاولتَ إخراجك سيقتلني عندما يعود).
    بكيتُ ، كانتْ قدرتي على السيطرة على مثانتي تتهاوى (أرجوكِ … لا أستطيع التحمل ).
    سمعتُ خطواتها تبتعد عن الباب، ثم سمعتُ صوت التلفاز يعلو فصرختُ وبكيتُ، تلاشتْ سيطرتي فتبولتْ ، شعرتُ بالماء الدافيء يلسع ساقي، وبكرامتي تُسحق بعده، سقطتُ على الأرض أصرخ وأبكي غارقة في بولي أشعر بالقهر والذل.
    هذا السر المشين هو ما لن أستطيع أن أخبرك به يا نوح، هذه الذكرى التي تجعلني أتكوَّر حول نفسي كجنين لا يرغب في معرفة شيء عن العالم.

 

  • كان ينتظر أن أكمل جملتي لكنني كنتُ أشعر برائحة البول تغطي ساقي، مررت يدي عليها ببطء وسألته:
    – ‏هل تشم هذه الرائحة؟
    نظرَ إليَّ بشك، ثم مال وشمَّ ساقي.
    – ‏ليستْ هناك أي رائحة، هل تزعجك رائحة المطهر؟
    – ‏لا .. إنها رائحة أخرى ملتصقة بي، أنا لست نظيفة.
    – ‏صغيرتي، إن كان ذلك الإحساس يزعجك، فبامكانك غدًا أن تحظى بحمام دافيء.
    ‏هززتُ رأسي، لن يفهم ما أشعر به ، لا أحد سيفهم.

 

  • كان أبي يلمسني دائمًا، إما في أثناء ضربي وتعنيفي، أو عندما يختلط عليه الأمر بيني وبين أمي، كنت أخاف لمسته، كانت ترعبني، تجعلني أختنق، ينتابني الغثيان، أرتعش وأرغب في الهروب. اكتشفت فيما بعد أنني لا أخشى لمسة أبي فقط، بل لمسات الجميع ،كانت تترك لدى الأثر نفسه، حرصت على ألا أتعرض للمسّ، كنت أتجنب وسائل المواصلات المزدحمة، أسارع لأجد مقعدًا منفردًا منزويًا بأي مكان أذهب إليه، أبتعد عن السلالم الكهربائية التي يتكالب عليها الناس وأفضل صعود عشرات السلالم لأنها خالية، أي مكان به الكثير من الناس حيث يمكن لأحدهم لمسي حتى عن طريق الخطأ كنتُ أفر منه هاربة، اعتقد البعض أنني غريبة الأطوار وتجنبني الجميع.

 

  • مررت يدي على وجهي ، أحاول صرف أفكاري عنها، لكنني رأيتها تستند على السور أمام بركة الماء وتفعل شيئًا غريبًا بساقيها ، تمرر عليهما حجرًا بعنف لأسفل وأعلى وكأنها تريد أن تكشط جلدهما وتوجه الماء لهما ، هذه المجنونة ستؤذي نفسها.
    تركت غرفتي وتوجهت إليها وصرخت بها
    – أي شيطان قد نفث بأذنك ؟!، هل فقدت عقلك ؟! ستمزقين جلدك!
    ‏- ‏إنه غير نظيف ، ألم تشم رائحته ؟
    ‏- ‏غزلان ..لا أشم غير رائحة الدم الذي بدأ يتدفق من جروحك، اعطني هذا الحجر.
    ‏- ‏لا .. رائحة البول تغطى ساقي ، أنا قذرة .
    – ‏لم أتحمل رؤيتها تشوه جلدها لوقت أطول فأمسكت يدها وسحبت الحجر منها عنوة وقذفته بعيدًا.
    ‏- كنت قد وعدت نفسي آلا ألمسك دون إذنك، لكنني لن أقف مكتوف الأيدي وأنت تؤذين نفسك، ساقك ليست قذرة ، بل أمك التي تركتك بالغرفة المغلقة ، ساقك ليست قذرة بل أبيك الذي سمح لنفسه بلمسك وصفعك وإهانتك ، ساقك ليست قذرة بل المجتمع الذي راقب ما يحدث بك بصمت، أنت نظيفة ، رائحتك تشبه الزهور ، أنا أحبها، حينما أراك أشعر وكأن الربيع قد أتى.
    – ‏توقفت عن البكاء ، تركت خرطوم الماء على الأرض ومدت يدها وقامت باحتضاني ، فاجأني فعلها فوقفت عاجزًا، خائفًا أن أمد يدي وأضمها أنا أيضًا فأقطع الوصل بيننا، وخائفًا أن أتجاهلها فأندم فيما بعد .
    – ‏لكنني سعيد بهذه المبادرة الغير متوقعة، فهذه هي المرة الأولى التي تلمسني فيها بكامل إرادتها.

روايات سعاد مصطفى

‏لنجرب مرة أخرى ، ستفعلينها ثقي بي.
‏- ‏نحن نجرب منذ الصباح ، فشلت لعشرات المرات، لقد رأيت نفس النتيجة بكل مرة ، الفشل، في كل مرة سنفعل ذلك سأفشل ، أنا لا أستحق حياة طبيعية ، لا شيء طبيعي بشأني، حتى عندما شعرت بالغضب وفررت هاربة لم أستطع أن أغلق الباب ، لقد شعرت بالملل من نفسي ألم تمل مني؟
– ‏ألم تشعر بالقرف ؟
– ‏ أنا كتلة من القذارة .. قذرة ، مهما ارتديت جيدًا ، مهما حاولت أن أتصرف بشكل راقٍ ، سأظل قذرة ، ستظل رائحة بولي تهاجمني، لتثبت لي أنني لا أستحق حياة طبيعية ، لقد حبساني بغرفتي حتى تبولت على نفسي ،واحدة بعمري تفعل ذلك كالأطفال الصغار ،أنا لا أستحق مثابرتك . سأخذلك، سأريك أن لكل شخص من اسمه نصيب ، والخذلان اسمي وقدر من يرتبط بي.
– ‏أدرت له ظهري، لا أرغب بالنظر في عينيه مجددًا بعد اعترافي المهين ، ضغطت على أسناني ، سمعت صوت احتكاكها المزعج ببعض، كل ما أريده الآن هو أن أصرخ ، أصرخ حتى يبح صوتي .
– ‏شعرت به يقترب ، التف ذراعه حولي جذب ظهري لصدره وقال بإصرار
‏- لن أتركك ليأسك، سنظل نحاول حتى يمل منا المرض.
– ‏عادت الأعراض لتهاجمني فقلت له
‏- أرجوك ابتعد أنا أشعر بالغثيان ، سألوث ثيابك .
– ‏همس بالقرب من أذني
‏- لدي الكثير منها .
‏- ‏أنا … أنا أريد أن أصرخ .
– ‏شدد يديه على جسدي فوضعت يدي فوقها وصرخت ، كنت أشعر بمزيح من الألم والرغبة في التحرر من خوفي المرضي ، تشبثت بيديه وأنا أرتعش وجسدي يتعرق بسرعة وغزارة وكأنني احتضر وظللت أصرخ ، أصرخ حتى لم يعد لدي طاقة ، تهاوى جسدي ، فسقطت بين ذراعيه كورقة لفظتها شجرتها بالخريف . حرك يده تحت ساقي وحملني ، بينما تسرب وعيي الجبان مني كالعادة.

سعاد مصطفى وثنائية الضلع السابع وتزوجت ساديا

وبهذا حققت سعاد مصطفى تكاملا ثنائيا بين رواية الضلع السابع وتزوجت ساديا وهي تواجه المجتمع بقوة وبشدة عن ذلك العنف المغطى والموجود في المجتمعات على اختلاف طبقاتها ….

الثنائية كشفت الوجه القبيح لذلك العنف الناتج عن اضطرابات في الشخصية مثل السادية في الزوج والشخصية العنيفة في الضلع السابع للأب، حيث تتحول الأسر إلى بؤر إجرامية ينبثق عنها الأمراض والعقد النفسية من اضطراب نوبات الهلع والرهاب الاجتماعي وفوبيا التلامس وفوبيا الشعور بالاتساخ والوسواس القهري .

رواية تزوجت ساديا
وهنا ندرك قيمة الأعمال الفنية والأدبية الروائية في كشف المجتمع والإشارة بقوة إلى منبع الخلل .

كانت سعاد مصطفى موفقة في اختيار العنوان نسبة إلى المرأة التي خلقت من ضلع الرجل واختارت الضلع السابع لأنه من أهم الأضلاع الحقيقية للإنسان والذي يرتبط بالعمود الفقري ويؤثر على التنفس والقلب فالمرأة بالنسبة للرجل هي الضلع السابع الذي يرمز للحياة

حاولت سعاد مصطفى أن تذكر المجتمع وتذكرالرجل أن المرأة هي ضلعه السابع المرتبط بالحياة.

رواية الضلع السابع معرض الكتاب 2021 عن ديير للنشر والتوزيع .

رابط الرواية على Goodreads

الكاتبة سعاد مصطفى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *